Family

13

لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شئ قدير

في فرنسا

كان رعد وفرويد يجلسان مقابل "جو" في مطعم فاخر، بعد أن دفعا له ديونه وأخرجاه من السجن. تذكّر رعد كلمات جده حين قال:

"أعتقد أن جو جعل ليان يعمل لأنه كان يعاني من مشاكل مادية أو ديون. يجب أن نساعده، فهو من اعتنى بحفيدي الصغير."

التقارير والمصادر كلها قالت إن جو رجل كريم، حسن السيرة، وكان يُعرف بين أصدقائه بالملاك. تأكد الجد بنفسه، وأرسل عدة أشخاص للتحقق من صدق هذه المعلومات، وكلهم أكدوا نفس الشيء، فقرر دفع ديونه.

عاد رعد من شروده ونظر نحو جو، وقال بجمود:
"أنت لا تعرفني."
رد جو باستغراب:
"من أنت؟"
قال رعد وهو يحدّق فيه:
"أنا أخو ليان."

ارتبك جو بشدة، وظهر التوتر واضحًا عليه، فتابع رعد:
"لقد دفعتُ ديونك... مقابل رعايتك لأخي الصغير."

ابتسم جو ابتسامة صغيرة وقال:
"كيف حاله صغيري؟ لقد اشتقت إليه حقًا."

اشتعل الغضب في قلب رعد عند سماعه كلمة "صغيري"، . لاحظ فرويد ذلك فابتسم بخبث.

قال فرويد:
"إنه بخير."

كان جو يعلم أن ليان لن يستطيع الحديث عما حدث له، فقد زرع فيه الخوف وتملكه. حتى حادثة المدرسة القديمة، حين رأى أصدقاء الزراعة جسده، وصفوه بالمشوّه وابتعدوا عنه. جعله هذا يظن أن أي شخص سيراه، سيبتعد عنه أيضًا، حتى لو حاول الشكوى فلن يصدقه أحد، لأن جو كان في أعين الجميع "الملاك" الذي رعاه.

قاطعه فرويد فجأة:
"نريد أن نسألك سؤالين:
هل تعرّض ليان للتنمّر؟
ولماذا جعلته يعمل وهو صغير؟"

بدأ جو في تمثيل البكاء:
"كانت ديوني كثيرة جدًا، لم أجبره على شيء، هو من أراد مساعدتي. كان يحبني، وكان لطيفًا دائمًا...
أما التنمر؟ لا أعلم. ليان لم يكن يخرج من المنزل كثيرًا، ربما كان خائفًا دومًا."

ثم قال مترددًا:
"هل يمكنني الذهاب معكم؟ أريد رؤيته..."

كان يعلم جيدًا أن ليان لن يجرؤ على البوح بالحقيقة.

الجانب الآخر:

كان ليان في سيارة، وعائلته في سيارة أخرى، متجهين جميعًا إلى مطعم للعشاء مع عائلة "واتسن". سأل ليان نايون، خطيبة رعد:
"هل تعرفين إلى أين ذهب رعد؟ لم يخبرك؟"
قالت وهي تتصفح هاتفها بملل:
"إلى فرنسا، مهمة أرسله لها الجد."

صُدم ليان، فرنسا؟ شعر بصداع قوي وشعور سيئ خيم عليه فجأة.
نايون "ليان، هل أنت بخير؟"
"أظن ذلك..."