ما هو شعور أن تفقد شخصا قريبا منك ؟
إنه مثل لحظة ادراك .... أنك فقدت شئ يعنيك الي الابد ، انك خسرته ، و انه رحل ، انه ذهب و لن يعود .... مثل سلخ قطعة شديدة من صدرك ، ببطء ... و مراقبة الانسجة تتمزق و تتفرق و تتواري .
لوسيانا لم تكن شخصا جيد ، لكن ل اريا ، كانت افضل عمة يمكن للمرأ ان يحضي بها . لم تستطيع اريا نسيان ذلك .
كان رؤيتها بذلك المشهد الفظيع شئ لن تنساه ابدا . كان قلبها مجروح و يرتجف ، يرتجف بين اضلعها و احست انه علي وشك طعنها من الداخل ألما .
كانت تحاول ان تتنفس ، لم تستطع و شعرت بقلبها يختنق بشكل فظيع و يتضخم حتي وصل حلقها .سد تنفسها و كادت تتقيئه .
لم تعرف اين تتحرك قدمها ، للخلف تتراجع و عيناها مثبة علي عيون لوسيانا الميتة . كل شي كان فجاة مثل اعصار حولها .
للحظة فقدت ادراكها و صرخت كالمجنونة .
أستيقظ كامل المنزل ، علي صياح آريا ، كل المنزل أستيقظ و كانت لحظات حتي كان الجميع واقفين .ارتجفت الافواه رعبا و صدمة .
انهارت اريا ارضا ، في لحظة ما ، احاطتها يد آسارو جيدا .
و لم يكن ما بعد ذلك جيدا أبدا .مع حقيقة موت لوسيانا التي هزت عائلة دي لاتيرلاو ايطاليا كاملة . كان الامر في غاية الحساسية . و كان ينبغي لفيرانو ان يعقد اجتماعا سريعا .
مفطور القلب للمشهد الفظيع الذي راه ، ادرك فيرانو انه خسر اخته ، و كان الامر قاسي حتي بالنسبة لرجل ناضج ، رغم خدش ما حدث لقلبه ، لم يستطع البكاء امام عائلته و كان هذا اسوا مافي الامر
كان صامتا لكن داخله فوضي ، كانت عيناه ثقيلة لكن قلبه يرتجف و شعر بحلقه مسدودا و مختنق .
. كان عليه الظهور بمظهر متماسك و الثبات علي العزم ليكبح عواطفهم المتأججة
فيرانو الذي قضي اليوم اللعين بين حمل جثة لوسيانا للفحص و محاولة تهدئة النار التي اشتعلت ، لم يجد وقتا يكون فيه مع نفسه .
و شعر بالضيق و الكتم يبلغ ذروته .
الان هو في اجتماع ، مع آسارو مساعده ، و زعيم عائلة فيسبوتشي التي تتراس الاعمال في نابولي و بعض السياسين و المحققين ، لم يكن دايلان موجودا لانه لم يتخطي المشهد الفظيع الذي عاشه صباحا
فيرانو لم يتخطي ... كانت صورة لوسيانا لاتزال بين عينيه ، و جسدها المشوه الذي حمله بين يديه لا تزال ذكراه هنا .عالقة
لقد حمل جثة اخته الميتة بين يديه ، هل-- هل هو فعل ذلك حقا ؟
ابتلع ، ك-- كيف تمكن من فعلها ؟
نظر ليداه ...
و فورا نبضت عيناه رعبا لتذكر المشهد المؤلم . اعتصر عيناه و كبح وغزة العار التي هاجمته فورا ، و ارتجف جسده اشمئزازا لذكري المريعة .
