12

3.5K 194 38
                                        





لم يكن ليان يعلم الكثير عن السيارات، لكنه كان يدرك أن السيارة التي أخذتهم اليوم باهظة الثمن،

مبهرجة بطريقة تستدعي أنظار المارة. وذلك تحديدًا ما لم يكن يريده.

تملّكه التوتر وهو ينظر إلى انعكاس وجهه في النافذة، يداه تعبثان بأصابعه بقلق.

قال "وتن" بنبرة هادئة:
– "استرخِ فقط، سأكون معك. إذا شعرت بعدم الارتياح، تعال إليّ، سأريك صفي، حسناً؟"

أومأ ليان بابتسامة خافتة، ثم أعاد نظره إلى الخارج، غارقًا في أفكاره المزعجة.

قال "جونيور" وهو يوقف السيارة قرب المدرسة:
– "ها قد وصلنا."

أمامهم، وقفت المدرسة الثانوية شامخة بمبنيين ضخمين متصلين بممر، وأمامهما قاعة كبيرة. من المدخل، بدا واضحًا أنّ هناك الكثير من الأنشطة خلف المبنى، كان حمّام السباحة وصالة الألعاب الرياضية ظاهرين بوضوح، لكنه كان متأكداً أن ثمة المزيد.

كان هذا المكان هو تجسيد للرفاهية.

نزلوا من السيارة، وقال "بن" بحماسة:
– "هل أنتم مستعدون؟ هيا بنا."

دخل التوأم بخطوات واثقة، يتقدمان الجميع، بينما تبعهما ليان وجونيور في الخلف.
استشعر ليان نظرات الطلاب الفضولية تتجه إليهم كالموج، لكنه تجاهلها ما استطاع.

دخلوا إلى المكتب، حيث كانت الموظفة تبحث بسرعة بين الأوراق حتى وجدت الجداول.

قالت بارتباك:
– "ثانية واحدة..."

ثم سلّمت كلًّا منهم جدوله، فخطفه "ساندرو" منها دون مقدمات. شكرها ليان، فبدت مندهشة، لكنّها ابتسمت بأدب:

خرجوا من المكتب، وأخذ "بن" يشرح لليان مواقع فصوله وفصوله الخاصة حتى يسهل عليه الوصول إليه إن احتاج.

التقط أحد التوأم صورة لجدول ليان حين وصلا إلى أول صف له: درس اللغة الإنجليزية.

كانت الحصص الدراسية مملّة حقًا، لكنه حاول التركيز. وما إن انتهى اليوم الدراسي، حتى ظهر "وتن" فجأة قائلاً:

– "هيا، صغيري. حان وقت قاعة الطعام."

لم يكن ليان يتوقع أن تلتفت كل تلك الأعين إليه فقط لأن "وتن" أتى إليه بنفسه. شعر بأن الجميع يرمقه.

تساءل في داخله بامتعاض:
– لماذا عليه أن يأتي إليّ؟ كان بإمكاني الذهاب وحدي.

عند دخوله قاعة الطعام، كان أصدقاء "وتن" بانتظارهم، وكان من بينهم "فهد" الذي فرح ليان لرؤيته. لقد أحبه كثيرًا من أول لقاء.

سأله "يون":
– "في أي نادٍ ستسجل؟"

أجاب ليان بابتسامة خجولة:
– "الرسم... أحب الرسم."

نظر إليه "بن" و"وتن" وقالا معًا:
– "إذًا ستأتي في أيام مختلفة عنّا."

– "في أي نادٍ أنتم؟" سألهم.

– "جميعنا في نادي كرة القدم."

– "حسنًا..." همس ليان، كأنه يحدث نفسه.

في اليوم التالي، ارتدى ليان بدلة سوداء. كان ذلك اليوم موعد غداء مع العائلة في المطعم. ورغم المظهر الأنيق، إلا أن أمورًا عديدة أثقلت قلبه.

كانت عائلته معترضة على تسجيله في نادي الرسم، لأنه يُقام في أيام عطلة إخوته. يوم الأحد كان إجازة للجميع، باستثناء نوادي الرسم والرقص والسباحة.
لكنّ جده، بعزم لا يُقاوم، أصدر قراره بالموافقة. رغم اعتراض الإخوة، لم يجرؤ أحد على مخالفته.

بينما كان يضع كريم الأساس لإخفاء علامات التعب على وجهه، اكتشف أن العبوة قد فرغت.
تمتم:
– "أحتاج لشراء واحدة جديدة... ."

قرر محاولة الخروج من المدرسة بعد اختبار الرسم دون أن يلاحظ الحرس

في تلك الفترة، أصبح نومه مضطربًا، والتوتر لا يفارقه، حتى أنه بدأ يتجنب أشقاءه كي لا يلاحظوا حالته.

هناك شيء آخر يشغله...
أخوه "رعد" و"فرويد" سافرا، ولا يعلم إلى أين. وعندما سأل، جاءه الردّ:
– "ستكون مفاجأة."

ما هذه المفاجأة؟
تنهد وهبط للأسفل حيث الجميع ينتظره.

في الجانب الآخر... في فرنسا

جلس "رعد" و"فرويد" مقابل "جو" في مطعم أنيق، بعد أن دفعا ديونه وأخرجاه من السجن.
نظر "رعد" إليه بجدية وقال:

– "أريد أن أسألك شيئًا."

وفي مكان آخر...

كان "ليو" يقفز فرحًا.
– "أخيرًا! تم قبولي في مستشفى نايل!"

مستشفى نايل، المستشفى التي يمتلكها إلياس، أخو ليان.

قال له "جيو":
– "لقد تم قبولك! لماذا تذهب إلى العمل الآن؟"

أجاب "ليو" بابتسامة:
– "إنه آخر يوم لي، سآخذ راتبي ولن أعود مجددًا. غدًا أبدأ عملي الجديد."

خرج متجهاً نحو المطعم، بداخله طاقة جديدة،


Family حيث تعيش القصص. اكتشف الآن