عاصفة الهوى ٧٥

118K 3.4K 682
                                    

عاصفة الهوى (٧٥)
بقلم / الشيماء محمد أحمد
#شيمووو

سيف دخل، أخذ شاور سريع، وبعدها خفّف دقنه شوية وخرج يلبس هدومه، ولاحظ إنها مرقباه ومتابعة حركاته. لبس هدومه ووقف قدام التسريحة، ضبط نفسه، ومسك البرفان، بس قبل ما يحطه افتكر كلام كريم إن أمل كانت بترفض البرفان بتاعه، فقرر يعمل زيه.
خرج، قعد جنب همس، كان جنبها طبق فاكهة، أخذ تفاحة منه وبدأ يقطعها، وبص لهمس، بيدّيها شريحة، فترددت تاخدها منه، بس شجعها: "خديها، هتعمل إيه؟"
أكلها معاها، بيأكلها قطعة وهو قطعة، لحد ما خلصت. حط الطبق والسكينة مكانهم وبصلها: "تاكلي حاجة تانية؟"
رفضت بسرعة، فقعد جنبها بهدوء، ولسه الصمت المزعج بينهم. شاف جنبها ورق فسألها: "بتذاكري إيه؟"
بصتله: "مادتك."
اتقابلت عيونهم في نظرة طويلة، بعدها مدّ إيده لها: "وريني."
أخذ منها الورق وبصلها باستغراب: "جبتي الورق ده منين؟"
علقت: "هالة بعتتهولي على الموبايل، وعواطف طبعتهولي، ليه؟"
ابتسم: "الورق ده بتاعي."
استغربت: "بتاعك إزاي؟"
فابتسامته وسعت، وهو بيقلب فيه: "بتاعي، أنا اللي عامله وأنا زيك في الكلية كده، جمعته، وشرحته لزمايلي، وطبعوه، ومعرفش إنه متداول بين الطلبة لحد دلوقتي."
شاور لها على حاجة في الورق: "حرف الـ S، إزاي ما خدتيش بالك منه؟"
ابتسمت: "أخذت، بس ما جاش في بالي إنه انت."
رمى الورق بعيد، فهي استغربت: "بترميه ليه؟ هاته، عايزاه."
علق: "معاكي الأصل يا همس، وبخبرة أعلى من اللي كتب الورق ده بمراحل كتيرة جدًا، وأكيد تفكيري اختلف عن الوقت ده، ومش ده اللي هحط منه امتحان."
سألته بفضول: "هو انت اللي هتحط لنا الامتحان؟"
بصلها كتير: "دكتور ممدوح أكيد."
سألته: "هو ما ينفعش أصلًا تحطه علشان أنا مراتك؟"
جاوبها: "مش حكاية ما ينفعش ، لو حطيته محدش هيتكلم، بس مش عايز حد يقول جابت امتياز في مادته علشان جوزها."
علقت بحزن: "مين قال هجيب امتياز؟"
مسك دقنها ورفعها: "أنا بقول، المادة انتِ فاهماها كويس، هراجع معاكِ شوية، ونحل شوية امتحانات، وفي كل المواد مش مادتي بس، وهتجيبي الامتياز. همس، انتِ ذكية وشاطرة جدًا كمان، فالموضوع بالنسبالك مش صعب."
علقت بأسف: "حاسة إنه بقى مستحيل، مش بس صعب."
لف وشها له: "مش صعب، وأكيد مش مستحيل، أنا معاكِ."
علقت فجأة: "انت ليه مش حاطط برفان؟ دي أول مرة تاخد شاور وما تحطش؟"
بصلها بحيرة: "خفت يكون بيضايقك."
بصتله بحيرة زيه ورددت: "يضايقني؟ ليه؟ انت عارف إني بعشق ريحته." - أضافت بهزار - "أنا حبيت برفانك قبل ما أحبك انت."
ابتسم زيها، وبصلها بحيرة: "طيب لو مش برفاني اللي بيضايقك، إيه اللي بيبعدك عني؟"
هربت من عينيه، بس قعد قدامها وربّع رجله: "اتكلمي معايا، انتِ بتبعدي عني كل ما بقرب، بتصدريلي خدك، ينفع تفهميني ليه؟ إيه اللي مضايقك؟"
فضلت ساكتة، مش عارفة تقوله إيه وإزاي؟ تقوله اتهامه لها وجعها؟ تقوله إنه لما بيبوسها أو يلمسها بتضعف قصاده وبتتمناه، بس لو هيفهم ده إنه مش حب وإنه مجرد رغبة بينهم، فهي قررت ما تضعفش قدامه؟ معرفتش تقوله إيه، وهو قدامها منتظر منها إجابة ترضيه.
ناداها: "همس، اتكلمي معايا، بتبعدي ليه؟ هرمونات حمل زي ما بيقولوا؟ سمعت إن في ستات بتكره حتى ريحة جوزها، بتكره برفانه، بتكرهه هو نفسه، بس بيبقى بسبب الحمل. فهميني لو سمحتي، في سبب لنفورك مني بالشكل ده؟ ولا دي هرمونات حمل وفترة وهتعدي؟"
فضلت ساكتة وباصة للأرض، فهو سألها: "برفاني كرهاه؟"
حركت راسها ببطء تنفي، فهو كرر: "ريحتي أنا طيب؟"
نفس رد الفعل، فسأل: "ريحة نفسي؟ مش طيقاني؟ قرفانة مني؟"
كل ده بتنفي بنفس الطريقة، من غير ما تبصله، وهو هيتجنن وبيفكر في أسباب تانية: "كله لأ، مش هرمونات، يبقى كده في سبب؟ ينفع تقوليه علشان بس تريحيني؟"
رفعت عينيها بصتله، وهو منتظرها تتكلم، فشجعها: "من إمتى الكلام معايا صعب يا همس؟ من قبل ما نتجوز وانتِ بتدبي الكلام، دبيه يا همس، ما تفكريش في طريقة تصيغي بيها كلامك معايا."
قبل ما تنطق، الباب خبط، فنفخ بضيق وقام يفتح الباب، بس بصلها: "مش هسيبك، هاه."
كانت آية: "سبيدو وصل تحت، هنزله، أوك؟"
وقفها: "جاي ليه؟ عايز حاجة، ولا بس هتتمشوا، ولا إيه؟"
جاوبته: "قال لي جعان، وتعالي ناكل مع بعض."
ابتسم: "طيب، ما تخليه يتغدى هنا معانا؟ بعدها ابقوا اطلعوا اتمشوا براحتكم."
آية بتردد: "ماما بتضايقه."
سيف برفض: "أمك لازم تتعلم تتقبله، مش هتتجوزوا وياخدك ويمشي، فخليها تتقبله من دلوقتي، لأن الموضوع بياخد وقت مع أمك ومجهد. اسبقيني، وأنا نازل وراكِ، اقترحي عليه يتغدى معانا، وشوفي هيقول إيه."
نزلت، وهو دخل لهمس: "هتنزلي تتغدي؟ ولا أجيب لك غدا هنا؟"
حركت رأسها بالرفض: "مش قادرة آكل أي حاجة، وبعدين انت أكلتني التفاحة، خلاص قفلتني."
فضل واقف قدام السرير، إيديه في وسطه، مش عارف يعمل إيه ولا يقولها إيه؟ أخيرًا نطق: "طيب، نكمل كلامنا، ولا هتقومي ننزل نتغدى؟"
همس بتهرب: "سبيدو تحت، قلت عايزه ، أنزله."
نفخ بضيق، لأنها بالفعل بتهرب منه. حرك دماغه بتفهم وسابها ونزل لسبيدو اللي معاه آية بتقنعه يتغدى معاهم.
سيف انضملهم، وبص لآية: "شوفي عواطف، وخليها تشوف همس هتتغدى معانا ولا تطلع الأكل لها فوق."
آية فهمت إنه بيوزعها، فتحركت مباشرة، والاتنين تابعوها لحد ما اختفت. سبيدو سأل: "خير؟"
سيف بتفكير: "حاتم عايز يشوف جيسيكا."
سبيدو باستغراب: "إيه الجديد يعني؟ عايز تسيبهاله؟"
سيف بصله بحيرة: "انت شايف كده؟"
سبيدو بغيظ: "لا طبعًا، بتريق. احنا مصدقنا قفشناها، مفيش مكان للحنية هنا، هتضعف، هيدوسوا عليك. جيسيكا هتفضل معانا، لحد ما نسلمها للبوليس مع باقي الشلة، اركنلي العواطف على جنب."
قاطعهم عواطف اللي قربت: "السفرة جاهزة والكل موجود." - سيف بصلها، وقبل ما يسألها، هي أضافت: "همس موجودة برضه، اطمن."
سيف لسبيدو: "يلا نتغدى مع بعض."
حاول سبيدو يعتذر أو ياخد آية ويمشي، بس سيف رفض، ودخلوا الاتنين وانضموا للكل. الغريب إن الجو كان ظريف بوجود سبيدو وهزاره هو وسيف وهوليا.
همس كانت هادية، بتاكل بهدوء، وسيف كان بيراقبها طول الوقت. حاول يبعد عن أي مواجهة قدام العيلة، بس كان حاسس إنها بتتهرب منه، وده كان بيزيد توتره أكتر.

عاصفة الهوى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن