استغفر الله العظيم و اتوب اليه ❤
موعد العشاء
كنت جالسًا على الطاولة أراقب العائلة حولي. لأول مرة في حياتي، شعرت بأن هناك من يهتم بي. كانوا يسألونني عن صحتي، ماذا أريد أن آكل، أو كيف حالى. كنت في حالة شرود عميق، أفكر في حياتي الماضية التي كانت مليئة بالمرارة.
كنت في معظم الأوقات أكتفي بوجبة واحدة فقط، وأحيانًا لا أتناول الطعام سوى الخبز. أتذكر جيدًا كيف كان أوليفيا وجو يعاقباني بالضرب إذا تأخرت في إعداد الطعام لهم. في تلك الأوقات، لم أكن أتناول الطعام سوى بعد أن ينتهي الجميع من طعامهم، وأحيانًا كنت لا آكل على الإطلاق. الخبز والحليب كانا الرفيقين الوحيدين في معظم الأيام.
كما أنني لا أستطيع نسيان الحروق التي كانت تغطي ذراعي، خاصةً تلك التي تسببت فيها أوليفيا عندما كنت لا أستطيع إعداد الطعام الذي يعجبها. كانت تحرقني لتضع علامة على جسدي حتى أذكر عندما أخطئ.
لقد كانت حياتي بائسة حقًا.
غرق تفكيري في هذه الذكريات حتى شعرت بأن الجميع قد توقف عن الحديث والنظر إليّ. كان الطبق أمامي، ولكن لم أستطع أن أتناول المزيد. "ليان!" صرخ إيفان. نظرت إليه بعينيّ المتسعتين، لماذا يصرخ؟
"هل أنت بخير؟ كنت أناديك طوال الدقائق العشر الماضية!" قال وهو يحدق بي بقلق. نظرت إلى الآخرين، وكنت أرى عيونهم مليئة بالحيرة. أما إلياس وديان، فقد كانا يحدقان بي بلا تعبير.
أخفضت رأسي ومسحت حلقي، ثم أجبت: "نعم، أنا بخير. كنت... غارقًا في أفكاري." لكن كان الجو محمومًا، حتى كسرت والدتي التوتر وقالت: "نعم يا صغيري، كنت أسأل لماذا لا تأكل؟ هل الطعام لا يعجبك؟ إذا أردت، يمكننا تحضير شيء آخر."
"لا، شكرا، أنا حقًا لا أستطيع تناول المزيد." أجبتها بصوت خافت.
صرخ داني مبتسمًا: "أنت تأكل مثل العصفور،
!" حاولت الابتسام ولكن لم أستطع.بعد العشاء، توجهت مباشرة إلى غرفتي، حيث أخذت حمامًا باردًا محاولًا التخلص من القلق الذي لا يفارقني. استلقيت على السرير وأنا أحاول تهدئة نفسي. كانت الساعة قد اقتربت من العاشرة مساءً، وسرعان ما انجرفت إلى النوم.
كنت في نوم عميق عندما شعرت بشيء يضغط على رقبتي. فزعت ووجدت الوجه الذي طالما كرهته، وجه جو، والدي الوصي. كان فوقي يقوم بخنقي و يبتسم لي، وأنا أعرف تمامًا كم هو قادر على أن يكون قاسيًا ووحشيًا.
فجأة، شعرت بشيء آخر، صوتًا يقترب مني. كان إيفان، عائدًا من اجتماع مع المافيا، وعندما كان في طريقه إلى غرفته، شعر بقلق تجاه ليان. وعندما اقترب من غرفتي، سمع صراخي. "ابتعد عني! ابتعد عني أيها الوحش!" همست بها وأنا في حالة ذعر. فتح الباب ليجدني نائمًا، عرقًا غزيرًا يغطي جسدي.
وضع يده على جبهتي ليوقظني، وقال: "ليان، هل أنت بخير؟"
استفاقت من نومي، وأنا أتصبب عرقًا، وضعت يدي على وجهي، محاولة أن أستعيد توازني. "هل أنت بخير؟" سأل إيفان، وعينيه مليئة بالقلق.
أخذت نفسًا عميقًا وهمست: "نعم... مجرد حلم سيء." حاولت تهدئة نفسي ولكنني كنت ألهث من شدة الخوف.
"أنت متأكد؟" سألني بلهفة وهو يقترب أكثر.
"نعم! أنا بخير، شكرًا لك." قلت بسرعة، ومسحت دمعة كانت قد سقطت من عيني.
"هل تريد التحدث عن ذلك؟" سألني بهدوء وهو يمد يده ببطء ليمسك بيدي. شعرت بالقلق علي ليان
"لا." همست، ولكن سرعان ما قمت بسحب يده نحو جسدي، واحتضنته. تفاجأ من تصرفي المفاجئ، لكنه وضع يده على ظهري، ، يحاول أن يهدئني.
لم أدرك كم من الوقت مر وأنا في هذا العناق، ولكنني شعرت بشيء لم أشعر به من قبل: الأمان والراحة. كان صبورًا جدًا، كما لو كان يعرف تمامًا ما أحتاجه في تلك اللحظة.
بعد فترة، نظر إيفان إلى ليان الذي كان نائمًا على صدره، وابتسم له وهو يلاحظ أن وجهه قد أصبح محمرًا من البكاء. رفع شعره عن وجهه ليكتشف ملامحه الطفولية. "ما أروع هذا الطفل!" قال لنفسه مبتسمًا.
استمر إيفان
في فرك شعر ي الناعم، حتى شعر بارتياح أكثر. ومن ثم بقي بجانب ليان، وهو يراقب نومه بسلام.
في صباح اليوم التالي، استفاق ليان ليجد أخاه إيفان بجانبه. شعر بالخجل من أحداث الليلة الماضية. لكن إيفان كان مستيقظًا، فابتسم ليان وقال: "صباح الخير أيها اللطيف. قم بالاستحمام وانتظرني لننزل مع العائلة للفطور."
عندما توجه ليان لفتح الباب، قال إيفان بابتسامة: "لا تشكرني، أنت أخي." وأضاف: "عندما أعود من العمل، ما رأيك أن نخرج قليلاً؟"
وافقت، ثم ارتديت ملابس مريحة وتغطيت بالكريم الذي يخفى الكدمات على جسدي. تذكرت ليو، صديقي في المطعم الذي علمني كيفية استخدام كريم الأساس لتغطية الكدمات. كان جزءًا مهمًا في حياتي، وتمنيت أن أراه يومًا ما.
ثم جلست على السرير في انتظار إيفان ليأخذني. بعد قليل، طرق شخص ما الباب، وكان إيفان يبتسم لي وهو يقول: "هيا، الجميع ينتظرنا."
تبعت إيفان إلى غرفة الطعام حيث كانت العائلة تجتمع. جلسنا على الطاولة، وسحبني إيفان إلى المكان بينه وبين ديان، بينما بدأ الخدم في تقديم الطعام.
وبعد العشاء، أخبرني والدي أنه يريدني في مكتبه لمراجعة بعض القواعد التي يجب أن أتبعها. شعرت بشيء من الخوف، فهل ستكون القواعد كما كانت عند جو؟ أم أنها أسوأ؟ "لا تقلق"، قال لي والدي بسرعة، "القواعد بسيطة، مثلما يتبعها باقي الأولاد في العائلة."
أومأت برأسي، وقلت في نفسي: "حسنًا، يمكنني التعامل مع هذا."
بعد العشاء، قال داني وديان: "عندما تنتهي، سنأخذك في جولة في القصر." ❤

أنت تقرأ
Family
Mystery / Thrillerليان فتي في 17 من عمره يجد والده بعد ان أقام احد اعداء باختطاف الفتي الصغيرة ليس فقط من والده ولكن من عائله بأكملها. ماذا يحدث عندما تم العثور عليه من قبل عائله