عاصفة الهوى (٧٢)
بقلم : الشيماء محمد أحمد
#شيمووو
كلمتين استحملوهم مني قبل الحلقة:
لما اتنين بيحبوا بعض، تحصل بينهم مشكلة ويقفوا في منتصف الطريق، كل واحد عايز يمشي في اتجاه مختلف. هنا لازم يقفوا ويتفقوا هيمشوا من أي طريق. طيب، لو كل واحد أصر يمشي في طريقه، إيه النتيجة؟ لو مفيش حب كفاية يخلي واحد فيهم يتنازل عن رأيه أو يخليهم يختاروا حل وسط بينهم، يبقى لازم يحصل الانفصال، وكل واحد يكمل طريقه.
أنا شايف إن طريقي ده صح، وهي شايفة إن طريقها صح، ومش متفقين، فكل واحد مشي في طريق.
ده معناه إن مفيش حب كفاية بيننا يخلي واحد فينا يتنازل عن رأيه.
ده اللي حصل بين مؤمن ونور، ملخص الهري كله. الاتنين محبوش بعض كفاية علشان واحد فيهم يتنازل. مؤمن أناني، نور مريضة، وكل القطط الفطسانة اللي بتقولوها ملهاش أي لازمة. الموضوع بسيط جدًا، لا مرض، ولا أنانية، ولا كل الحجج اللي بتطلعوها دي. لازم كل إنسان يعرف إمتى يحارب وإمتى يستسلم لما تكون قضيته خسرانة.
لو نور حبت مؤمن، هتعيش معاه في النار، ولو مؤمن حب نور، هيستغنى بيها عن الكون كله. فطالما هو مش عايز يستغنى، وهي مش عايزة تعيش معاه في مكانه، فالمعنى واضح وصريح. الحوارات وقصص الحب اللي بتنسجوها في خيالكم ملهاش أساس. مفيش حب كفاية يخليهم يحاربوا، وبعدين ما ينفعش يحاربوا بعض، المفروض الزوجين يحاربوا مع بعض، مش يحاربوا بعض.
سيف وهمس بيحاربوا اللي حواليهم، سيف قالها: "مش هحارب قصادك لأن دي قضية خسرانة."
كذلك كريم، عايز أمل معاه يحارب معاها، مش يحارب ضدها.
هنا وضحتلكم الحب والمشاعر. لكن مؤمن ونور، يحاربوا مين؟ يحاربوا بعض؟ ليه؟ لا هو حبها كفاية، ولا هي حبته كفاية. ده الفيصل في كل اللي حصل.
أنا بشوف مهازل، أقسم بالله! أنتم بتحكوا في حوارات محصلتش في الرواية، وبتعيشوا في وهم حب مش موجود، وبتجيبوا مجاملات وتعتبروها حب.
فأنا مستغربة كل اللي بيحصل. سوري لو طولت عليكم، أسيبكم مع الحلقة.همس فضلت منتظرة رد منه، لكن انتظارها طال وبعدها مبقاش أكتف أصلًا، فحست بإحباط واتكورت في سريرها تفكر في أيامها الجاية. إزاي ممكن ترجع جامعتها؟ وإزاي هتشوف سيف قدامها من غير ما يكون لها حق فيه؟
بعد فترة طويلة وهي بتتخانق مع النوم اللي مجافيها، حست بالجوع، فقامت تقلب في المطبخ تشوف أي حاجة تقدر تاكلها. اشتاقت للكرواسون بالجبنة اللي سيف بيعمله لها في الفطار، لكنها عملت ساندوتش جبنة أكلته على مضض وفضلت تدعي إنها ما تتعبش بعده.
رجعت أوضتها، قعدت بملل مش عارفة تعمل إيه. وصلتها رسالة فقامت بفضول تشوف مين، لأنها متأكدة إن سيف أكيد نام من بدري طالما مردش عليها كل ده.
اتفاجئت برسالة سيف من كلمة واحدة: "افتحي."
استغربت ومش فاهمة تفتح إيه؟ الموبايل؟ ولا الرسايل؟ ولا إيه؟
كتبت بحيرة: "أفتح إيه؟"
وصلها الرد خلال لحظة: "أكيد الباب، هتفتحي إيه يعني؟"
عنيها وسعت ووقفت وهي متوترة جدًا ، لكنها قعدت بإحباط لأنها فكرت إنه هيكون قدام بيت أخوها زي ما سابها الصبح ورجع لها. فكتبت بزعل: "أنا مش في المكان اللي انت فاكرني فيه، روّح يا سيف."
سيف وصلته الرسالة واستغرب، هي قصدها إيه؟ فكتب بسرعة: "مكان إيه؟ ما تقومي يا همس تفتحي الباب بدل ما أرن الجرس وأصحى البيت كله."
كشرت أكتر وكتبت: "باب إيه اللي أفتحه؟ افهم بقى أنا مش عند نادر."
وصلها الرد بسرعة: "يا بنت الحلال الله يهديكِ هزي طولك وقومي افتحي الباب، الجو تلج، عارف إنك مش عند نادر."
هنا هي وقفت تاني وعنيها وسعت، معقولة هو بره؟ ولا فاكرها عند هند؟ نفضت دماغها وجريت تفتح الباب تشوف قبل ما تتهور وتكتب أي رسايل تانية.
فتحت باب الشقة علشان بس تثبت لنفسها إنه مش موجود، لكن صدمتها كانت كبيرة لما شافته قدامها. كان باصص لموبايله، لابس جينز وجاكت جلد أسود وحاطط كوفيه حوالين رقبته. فضلت واقفة مش مستوعبة إنه قدامها بجد.
سيف رفع وشه من موبايله اللي حطه في جيبه بهدوء ومنتظر منها أي رد فعل، لكنها بصتله بصدمة ومش بتنطق. حاول يقول أي حاجة لكن مفيش كلام، هو عايز ياخدها في حضنه وبس. أخيرًا نطق بهمس:
"وحشتيني، فجأة الدنيا مبقاش لها طعم غير وانتِ معايا. كل حاجة فقدت معناها، والنوم بقى عزيز لو انتِ مش في حضني. لقيتني مش عارف أفكر ولا أتحرك ولا حتى أتنفس وانتِ مش جنبي. اكتشفت إن حياتي بكل بساطة بتبدأ وتنتهي بيكِ وبس."
أخيرًا همس قدرت تخرج بره صدمتها، لكن كل اللي عملته إنها رمت نفسها في حضنه. تلقفها بين إيديه وشالها من على الأرض بعشق وهو بيردد:
"وحشتيني... وحشتيني..."
انتبه على حركة على السلم تحتهم فبصلها:
"أدخل ولا أمشي يا همس؟"
ما نطقتش، لكنها دفنت وشها في رقبته. فهو همسلها: "أنا بحبك انتِ وبس... بحبك."
ضمها لحضنه ومخلاهاش تبعد عنه. همست: "ادخل لأوضتي يلا."
شالها وقفل الباب وراه، وراح ناحية أوضتها مباشرة. دخل ونزلها براحة، لكن بدون ما يسمح لها تبعد من حصاره لها بين إيديه. مسكت الكوفيه اللي حوالين رقبته، فكتها ورمتها على الكرسي. بعدها مسكت الجاكت، لكنه مسك إيديها الاتنين:
"همس، خلينا نتكلم لو سمحتي الأول."
بصت لعينيه:
"هو مش انت قلت في رسالتك: لو كنتِ قريبة لالتهمتك حيث أرغب وأتذوقك حيث ما شئت، أقطعك قبلًا وأمزقك عناقًا وأشعل جسدك عشقًا؟ مش دي كانت رسالتك ولا أنا اتهيألي؟ دلوقتي عايز تتكلم؟"
نظراتهم قالت كتير والكلام تاه بين نظراتهم. هو مد إيده لها وشدها لحضنه. طول النهار هو مشتاق لها، وطول اليوم بيفكر فيها في حضنه ليه دلوقتي بيتردد وعايز يتكلم؟ الكلام مش هيطير، خليهم يطفوا نار شوقهم لبعض، وبعدها يتكلموا براحتهم.
بعد فترة، همس بصت لهدومهم اللي بقت كلها على الأرض، وعقلها حاول يفكر، لكن إيديه حواليها بيضمها أكتر لحضنه، وبيرفع شعرها يدفن وشه في رقبتها وبيهمس بحبه ليها هي وبس. لفت وشها تواجهه، بس غيرت رأيها ودفنت وشها في صدره وغمضت عنيها وهمست: "غطيني كويس، الجو برد."
شد الغطا عليها، وإيديه بيحاول يدفيها بحركتهم عليها، لحد ما حس إنها غرقت في النوم من نفسها المنتظم والهادي. وشوية وهو كمان غرق في النوم جنبها من تعب اليوم كله وقلقه وحيرته.

أنت تقرأ
عاصفة الهوى
Romanceعاصفة الهوى هي الجزء الثالث من جانا الهوى وتعتبر الجزء الثالث من العاصفة الدراما مع الرومانسية ، الحب مع القسوة ، الشوق واللهفه وقصص حب سنعيش مع أبطالها الرواية حصريه و ممنوع نشرها او نقلها في اي جروب بقلمي : الشيماء محمد أحمد #شيموووو