الرسالة الأولى ج٢

534 32 2
                                    

خلصت شغلي بعد يوم متعب ووصلت اخيرا المنطقة اللي ساكنة فيها, كنت على وشك اني اطلع بيتي لكن وقفت بخضه لما لمحت محمود جاي عليا من بعيد ووراه صاحبه بيحاول يلحقه, فكرت لثواني اني أطلع بسرعه قبل ما يوصلي وده لأني شفت وشه مش مبشر بالخير, لكن للأسف ما لحقتش وكان وصلي ومسكني من ايدي بقوه وهو بيقول:

_ايه بتفكري تجري تستخبي فوق؟ مش قلتلك انا مش زي ابوكي عشان اسكت.

حاولت اني اتحلى بالشجاعه وانا بقوله:

_هتعمل ايه يعني؟ موضوع و خلص ايه لازمة الحوارات اللي انتَ عاملها دي؟ انا مش أول ولا أخر واحده  تتخطب لواحد وتسيبه.

بصلي وهو بيقول بغضب واضح:

_ بس انتِ ما سبتنيش عشان عيب فيا ولا حتى من غير سبب, انتِ عملتي الانقح, سبتيني عشان واحد تاني! عارفه ده معناه ايه؟ إنك استغفلتيني وخونتيني.

بصيت له بخضة من الكلمة وبعين متسعه بقول له بصدمه:

_خونتك؟  انتَ مجنون؟ انتَ مش جوزي عشان تقول خونتك وبعدين انا ما خونتكش انا عرفتك إن انا مش هكمل, وبعدها أنا من حقي اختار الراجل اللي اكمل حياتي معاه.

أصر على كلامه وهو بيقول:

_لا خونتيني عشان انتِ اخترتِ الراجل ده وانتِ لسه معايا, وسبتيني عشانه , وانا مش هسيب حقي.

شديت ايدي منه بقوه وربعت ايديا الاثنين وانا بسأله بسخريه رغم خوفي من رد فعله:

_ وهتعمل ايه؟ انتَ شايف ان حقك هتاخده ازاي؟

ابتسم ابتسامه تخوف ظهر فيها الشر بوضوح وهو بيقول:

_إن الناس كلها تعرف حقيقتك وإنك سبتيني عشان جريتي ورا فلوس واحد تاني, انا كده هاخد حقي, لما تبقي ماشيه مش عارفه ترفعي عينك في الناس والكل يبقى عارف انك كلبة فلوس.

بصيت له وانا مش فاهمه ده معناه انه هيعمل ايه؟ لكن فهمت اول ما صوته علي وهو بيقول:

_ تعالوا, تعالوا يا أهل الحته شوفوا الهانم اللي بتسيبني وابوها اللي بيبلع كلمته معايا اللي مفروض كلمه رجاله عشان لقوا الاغنى, واللي بيعرف يصرف أحسن, تعالوا شوفوا اللي بقالها سنتين معايا وكلام ومقابلات وطلعت راجل معاها واتقدمت لها وابوها اداني كلمه, وقرأنا فاتحه وهي جايه تقولي بكل بساطه انها مش عاوزه تكمل, وان الفاتحه اللي قريناها كأنها ما حصلتش عشان ظهر واحد معاه فلوس حلوه... وهم ما يهمهمش قد الفلوس.

بقيت بتلفت حواليا وانا حاسه اني اتعريت قدام الكل, وانا حاسه إن كل اللي واقفين بيقولوا ألف كلمه جواهم عليا ومستنيينه بس يخلص كلامه عشان يبدأوا يتهامسوا ويقطعوا فيا بكلامهم,  حاولت اسكته وانا بقوله:

_اخرس بقى, انتَ كده راجل؟ انتَ كده بتفضحني, هتستفيد ايه من كل اللي بتعمله ده؟

ضحك وهو بيقولي:

في كل بيت حكاية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن