السلام عليكم.
تجاهلوا الأخطاء فضلًا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد أن غادر سديم مسرعًا
وقف رامي في مكانه للحظات
يراقب ابنه الذي اختفى عن ناظريه.لم يحاول اللحاق به، لأنه شعر أن الوقت لم يكن مناسبًا.
تنهد بـتعب، ثم أدار رأسه نحو القبرين اللذين جاء من أجلهما.
اقترب من قبر أسيل وجلس القرفصاء أمامه.
يحدق في الاسم المنقوش على الحجر البارد، وكأنه يرى وجهها أمامه.
لامس بـأطراف أصابعه الحروف المحفورة، ثم قال بـصوت مبحوح يملؤه الندم :
أسيل... لا أعرف إن كنتِ تسمعينني، لكنني جئت اليوم لأقول شيئًا لم أتمكن من قوله في حياتكِ... أنا آسف، آسف على كل شيء، آسف لأنني كنت السبب في معاناتكِ، ولأنني لم أكن الشخص الذي يستحق أن يكون في حياتكِ.
كنتِ مجرد فتاة أرادت أن تعيش حياة طبيعية، لكنني دمرتها... دمرتكِ أنتِ، ودمّرت نفسي معكِ.
أغمض عينيه للحظات محاولًا أن يحبس دموعه لكنه فشل.
لـتتساقط دموعه بـصمت، أخذ نفسًا مرتجفًا وأكمل بـصوت مكسور :لم يكن هذا ما أريده لكِ... لم يكن هذا ما أريده لنا، لكنني كنت جبانًا
لم أواجه الحقيقة، ولم أحاول إصلاح الأمور، تركتكِ تغرقين في الألم حتى لم تعودي قادرة على الاحتمال... وحتى عندما رحلتِ، لم أفعل شيئًا سوى أن أهرب من الواقع.
كنتُ أقول لـنفسي إنني سـأعيش مع هذا الذنب إلى الأبد، لكنه يقتلني ببطء. يا ليتني أستطيع إعادة الزمن إلى الوراء، لكنني أعلم أن الندم وحده لا يكفي.
مرر يده على القبر كأنه يواسيه، وكأنه يواسيها، ثم همس بـخفوت :
أتمنى أن تكوني الآن في مكان أفضل، مكان لا يوجد فيه ألم، ولا يوجد فيه رجل مثلي... شخصٌ لم يستحقكِ أبداً.
صمت للحظات ثم مسح دموعه التي لم تتوقف عن النزول.
شعر بـثقل في صدره، لكنه لم ينتهِ بعد. رفع رأسه لـينظر إلى القبر الآخر القريب، قبر نديم، ببطء وقف واتجه نحوه.

أنت تقرأ
~منقذي من عذاب أبي~
Teen Fictionتوضيح بسيط: روايتي رواية ابوية خالية من الشذوذ والعلاقات المحرمة ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ سديم:بطلنا الصغير البالغ من العمر 16عاماً / ذو بشرة بيضاء صافية وشعر اسود كسواد الليل رموشه كثيفه ذو عيون ناعسة خضراء...