الرسالة الأولى ج١

745 31 1
                                    

قفلت تلفوني بعد ما بَعت الرسالة وقررت مردش عليه, وكمان عملتله بلوك قبل ما اقفل الفون, وعقلي بيردد إني مش غلطانة ابدًا, مش عيب ادور على مصلحتي, اه انا كنت بحبه, واه مش سهل عليا ابعد بالشكل ده, بس انا مش ناوية اكرر تجربة أمي, أمي اللي اتجوزت ابويا عن حب, وهي عارفة إنه هيعيشها تحت المستوى, بس زي أي بنت بتحب واحد بتتنازل وبتقبله على عيبه, وبتقول ان اهم حاجة الحب والرزق ييجي بعدين, بس ابويا بقى رزقه مجاش.. زيه زي كتير غيره, وأمي حلاوة البدايات وفرحتها راحت وهي مش لاقية حتى اللي يأكلها في يومها, ولا يوديني لدكتور ويجبلي علاج, وفجأة قررت تبقى أنانية.. أو يمكن لو كنت مكانها كنت عملت زيها! قررت تسيب الجمل بما حمل وتهجر ابويا, وانا لسه يدوب خمس سنين.. عشان أعيش اسوء أيام حياتي مع أب مستهتر ملوش في الشغل, واعيش من عطف الناس وصدقتهم علينا, لحد ما بقى عندي 15 سنة وقتها بدأت اشتغل واصرف علينا..

بت يا سارة.

ابويا بينادي, اكيد عاوز اكل, او في هدوم نسيت اغسلها..

نعم؟

قوليلي هتعملي ايه مع العريس؟

الموضوع اختلف المرادي, كويس انه لسه بيفكر فيا أصل مع كرهه لأمي ساعات بحس إنه كرهني معاها, بصتله وقولتله:

انتَ عاوزني اعمل ايه؟ أوافق؟

قام من على السرير ووقف قدامي وقالي:

تفكري, يا بت, ده هينغنغك, الواد راجع من الكويت ومعاه مبلغ قد راسه, ده بقاله ست سنين في الغُربة.

بس انتَ اديت كلمة لمحمود, هتعمل معاه ايه؟ هتسحب كلمتك؟

حرك دراعه باستهتار وهي بيقولي:

وماله يا ختي ما اسحبها, هو انا هسحب صوتي من مجلس الشعب! وبعدين احنا لا قرينا فاتحة ولا دياولو, يعني لسه قبل البر حتى.. وانتِ قولتي معنديش مانع اسيبه.. انا مش جابرك!

حركت راسي بتعب وقولتله:

ماشي يا بابا, وانا موافقة, بس هدخل انام بقى لاحسن مصدعة اليوم كان طويل في الشغل, كلم أحمد ييجي بكره واتفقوا.

ابتسم بفرحة وهو بيقولي:

روحي يا حبيبة ابوكي, ارتاحي, وانا هكلم أحمد ييجي ونتفق على كل حاجة ونقرأ فاتحة كمان.

ماشي.

قولتها بغير اهتمام, مش فارق معايا نقرأ فاتحه ولا كتب كتاب, نمت على سريري وانا بفكر في بكره, وجه على بالي فجأة تهديد "محمود" وسألت نفسي هو ممكن صحيح يعملي حاجة؟ وانا مستنية منه يعمل ولا بتمنى يستسلم للوضع؟

****** ناهد خالد****
تاني يوم كنت في الشغل واتكلمت مع "سهير" صاحبتي في الموضوع, لقيتها بتقولي بعصبية:

بس متقوليش انك حبيتي محمود, محدش بيحب حد ويسيبه, لا وتاني يوم جاية الشغل ولا كأنك سبتي خطيبك امبارح.

في كل بيت حكاية حيث تعيش القصص. اكتشف الآن