عاصفة الهوى (٦٢)

56.4K 3K 238
                                    

عاصفة الهوى (٦٢)
بقلم : الشيماء محمد أحمد
#شيموووو

آية بعد ما سمعت سؤال أخوها نفت بسرعة: لا لا مش ده قصدي، أقصد إني محتاجة أتكلم معاه.
ابتسم: طيب ما تقولي عايزة تتعشي معاه بدل كل ده؟
ردت بحرج: آه عايزة، بس كمان محتاجة أعرف أكتر عنه.
ابتسم بتفهم: تمام يا روحي، اتعشوا، بس برضه ما تتأخريش. قدامك أسبوع، اتكلمي معاه واعرفيه وقربي منه.
آية انتهزت الفرصة: ما هو كنا بنفكر بكرة بعد الشركة نخرج نتغدى مع بعض ونتكلم يعني شوية؟
سيف بتفكير: آه، إنتِ بتمهدي لقدام أمممم. على العموم، ارجعي بس النهارده وبكرة ربنا يسهلها.
قفلت مع أخوها ورجعت لسبيدو: وافق نتعشى مع بعض، يلا بينا.
أخدها وراحوا على مكان هادي يتعشوا فيه. قعدوا الاتنين مع بعض، طلبوا العشا وقعدوا، سبيدو بصلها: عايزة تعرفي إيه عني؟
فكرت بابتسامة: أممممم، معندكش إخوات من والدتك؟ يعني عرفت إنها اتجوزت في إيطاليا.
ابتسم ونفى بهزة من رأسه: معنديش إخوات لا، بعدين أمي اتجوزت من كام سنة مش كتير. والدي متوفي من يجي 16 سنة، فعشنا أنا وهي مع بعض لحد ما دخلت الجامعة. هي سافرت عطلة طويلة واتعرفت على جوزها، هو زيها أرمل معندوش أولاد، فاتجوزوا وعايشين هناك مع بعض.
سألته بفضول : مش بتسافر عندها ولا هي بتنزل هنا؟
اتنهد بشرود شوية: بسافر أكيد من وقت للتاني، وهي برضه بتنزل على فترات متباعدة.
فضولها زاد : هتحضر كتب الكتاب؟
رد بتأكيد: أكيد طبعًا هتحضر.
فكرت شوية، بعدها سألته: علاقتك إيه بجوزها؟ يعني متقبل جوازهم ولا؟
قاطعها ببساطة: هو راجل جنتل جدًا، وبعدين أفضل من عيشتها لوحدها. بالعكس، أنا مبسوط إنها فتحت قلبها للحياة واتجوزت وعايشة حياتها. يعني الحي أبقى من الميت. هي أدت رسالتها وفضلت معايا لحد الجامعة، من حقها تشوف نفسها شوية. ولو كان جوزها ظهر في حياتها بدري، مكنتش هعارضها برضه. الحياة بتتعاش مرة واحدة، فلازم نعيشها صح يا آية.
العشا وصل، واتعشوا، ودردشوا كتير في حاجات كتير يحاولوا يعرفوا كل حاجة عن بعض.

سيف مع هوليا في الجنينة، عواطف جت لعندهم: دكتور نادر معاه زوجته المهندسة ملك بره.
سيف وقف بابتسامة: بلغتي همس طيب؟
عواطف بحرج : قلت أبلغ حضرتك الأول.
سيف بسرعة: تقولي لهمس الأول لما حد من عيلتها يجي لهنا (أكد تاني) همس الأول يا عواطف.
عواطف باعتذار: حاضر بإذن الله، بعد إذنكم.
سيف هيتحرك بس هوليا مسكت إيده: نادر ده مين؟
سيف وضحلها: أخوها اللي لسه راجع من شهر العسل ومراته ملك بنت خالد عبدالرؤوف.
هوليا بتذكر: خالد ده تقريبًا أعرفه؟
سيف ابتسم: أكيد، هدخلهم لحد ما همس تنزل، هتيجي؟
هوليا: روح انت، وشوية وهحصلك. روح استقبلهم.
سيف دخل بسرعة، سلم عليهم بترحاب شديد، بعدها نادر سأل باهتمام: أمال همس فين؟ مش موجودة ولا إيه؟
سيف رد: لا موجودة، عواطف طلعت تناديها.
نادر علق باستغراب: إنتو متخانقين ولا حاجة؟
ملك بصت لجوزها باستغراب هي وسيف اللي علق: ليه هنتخانق؟ ربنا ما يجيب خناق يا دكتور.
نادر بحرج: يعني علشان بس مش مع بعض.
ملك علقت : آه ليه قولت متخانقين؟ ما يمكن تبقى نايمة ولا بتذاكر ولا أي حاجة.
سيف كمل: دي حقيقة، هي فعلًا بتذاكر، وعلشان كده سايبها براحتها. غير كده معاها هالة صحبتها وبيذاكروا مع بعض.
قبل ما نادر يعلق كانت همس نازلة جري بفرحة واضحة، وأخوها قام يستقبلها. هي اتشعلقت في رقبته بفرحة، ونادر بتلقائية رفعها من على الأرض. سيف غصب عنه من جواه اتضايق من طريقة سلام همس على أخوها، فسابها للحظات بعدها مسك دراعها: ما تسلمي على أخوكِ زي البني آدمين الطبيعيين، ما تسلميش على حد كده.
همس باستغراب: أنا بسلم عليك كده؟
سيف بتأكيد: أنا بس اللي تسلمي عليه كده، أخوكِ على عيني وعلى راسي، لكن بالعقل.
نادر ضحك وبص لأخته: إنتِ تسلمي بالطريقة اللي تعجبك يا دلوعة قلبي.
سيف بصله بغيظ: دلوعة قلبك مرة واحدة؟ أمال إن مكنتش راجع من شهر العسل يعني؟ مراتك بس هي اللي دلوعة قلبك. القلب ده خاص بالحبيبة فقط، فما تدخلش الأمور في بعض لو سمحت.
همس تجاهلتهم وراحت تسلم على ملك هي كمان وسابتهم يكملوا جدال مع بعض.
اتكلموا شوية كتير، بعدها نادر سأل: سيف قال إن هالة هنا؟
همس بتذكر: آه، فوق بتذاكر. بكرة عندنا مادة سيف، وهي بعد الظروف اللي فاتت قلت تيجي تغير جو المدينة وتذاكر معايا، ولو احتجنا حاجة سيف يكون موجود.
نادر باهتمام: ظروف إيه تقصديها؟
همس حكت لأخوها ملخص اللي حصل، فهو علق: إيه كمية الأحداث اللي حصلت واحنا مسافرين؟ غير طبيعية.
سيف أكد: دي حقيقة.
ملك سألت: طيب عرفت إنك سافرت باريس، وعرفت مين اللي عايز يوقع الشركة، بس معرفتش أي تفاصيل ولا هو مين ولا إيه غرضه؟
سيف بتردد: طلع حد من معارف والدي القدام، وكان على خلاف معاه من سنين وغلط في حقه، فأبويا أدبه، وهو بعد ما كبر بره وعمل اسم تبع المافيا، عايز ينتقم ويدمر أبويا.
ملك حست إنه مش عايز يقول معلومات أكتر: طيب مش طالما عرفت مين وراك هتقدر توقفه عند حده إن شاء الله؟ ولا إيه؟
سيف اتنهد: يارب، هنحاول.
ملك بفضول: طيب هو نفسه اللي ورى مجموعة المرشدي؟ مجموعتنا؟ ولا حد تاني؟
سيف: اللي عرفته إنه حد تاني، والاتنين لما احنا اتشاركنا هما كمان اتشاركوا زينا، لكن هو مين لسه دي مش عارفها. ربنا يسهل.
نادر بفضول سأل: اللي رفعت قضية ضد كريم دي مين؟ تعرفوها ولا إيه حكايتها؟
سيف أخد نفس طويل قبل ما يعلق: دي حد مزقوق عليه، لكن من مين ولا مين اللي وراها ده لسه مجهول. المهم طمنونا، عملتوا إيه في شهر العسل؟ ولا رجعتوا إمتى؟ فرحونا معاكم.
اتكلموا شوية بعدها هوليا دخلت تسلم عليهم، وسيف عرفهم على بعض. وكالعادة نفس رد فعل الكل، استغربوا إزاي دي جدة سيف. وبعد ما قعدت معاهم الجو كان كله ضحك وهزار، وشوية وانضم ليهم عز وسلوى، ورحبوا بيهم. كمان هالة نزلت سلمت عليهم، وانسحبوا علشان ما يعطلوش همس أكتر من كده، وراحوا بعدها عند هند يسلموا عليها هي كمان.

عاصفة الهوى حيث تعيش القصص. اكتشف الآن