←بين اجتماع و عائلة→

27 10 1
                                    


  في مكان آخر في ماردين،اجتمع رجال العشائر داخل غرفة فخمة ذات سقف مرتفع وزخارف تعكس تقاليد المنطقة. كان الجو مشحونًا، حيث دارت الأحاديث حول الأعمال التي لم تكلل بالنجاح مؤخرًا.

على الطاولة، كان غياب أفراد من عائلة آل أصلنلار واضحًا، مما شجع البعض على التجرؤ بالحديث عنهم علنًا.

تحدث أحد الرجال بصوت مرتفع وواثق: "هذه السلطة التي تمتلكها عائلة آل أصلنلار كبيرة جدًا، ولا أعتقد أنها تناسب عائلة كهذه. سيأتي يوم ينقلب عليهم كل شيء."

رد عليه مسعود، المعروف بولائه لعائلة آل أصلنلار، بحزم: "لقد رأيت نجاحاتهم أكثر من إخفاقاتهم، والسيد علي يمتلك الكثير من الأعداء، لكنه يمتلك الخبرة الكافية ليقف في وجههم جميعًا."

كان محمود عازم، رئيس عائلة آل كيان و عدو عائلةألاصلنلار يراقب الاجتماع بصمت، مكتفيًا بتأمل ردود الأفعال، وكأنه ينتظر اللحظة المناسبة للتحدث.

لكن الرجل الأول لم يستسلم، بل رد بنبرة مستفزة: "لو كان لديه الخبرة الحقيقية لما تركنا وحدنا هنا. سيد عشيرة مثله كان يجب أن يكون أول الحاضرين في هذا الاجتماع، لا أن يتركنا نتحدث بدونه!"

فُتح باب القاعة فجأة، ودخل علي أصلنلار بخطوات ثابتة ونظرة ثاقبة تخترق أعماق من يقف أمامه. بصوته الجهوري، قال:
"كنت أنظف قذارتك يا باشا... والآن، هل لديك شيء تقوله لي، أم أتكلم أنا نيابة عنك؟"

وقف الرجال احترامًا له، بينما انكمش الرجل الذي كان يتحدث بسوء عنه. أما محمود عازم، فظل جالسًا مكانه، متأملًا الموقف دون أي تغيير في ملامحه.

تقدم علي بخطوات هادئة نحو طاولة الاجتماع، جلس في مكانه المعتاد، وألقى نظرة حادة على الجميع، ثم قال بنبرة صارمة:
"عندما قلت أنني كنت أنظف قذارتك، لم أبالغ. لقد تعرضنا لهجوم، والشحنة الآن لا يمكننا استعادتها أو بيعها. والسؤال الحقيقي الآن هو: من أخبرهم بمكان التسليم؟ كيف عرفوا؟"

ساد الصمت للحظة، قبل أن يتلعثم أحد الرجال قائلاً:
"لا نعرف. الإجابة ليست لدينا يا أغا."

حول علي نظره إلى الرجل الذي تحدث عنه قبل لحظات وقال بابتسامة ساخرة: "ربما نوجه السؤال لصديقنا هذا. أنت كنت تتحدث عني بثقة قبل لحظات، أليس كذلك؟ أخبرنا، كيف حدث هذا؟"

وقف الرجل وقد بدا الخوف واضحًا على وجهه: "أنا... أنا لا أعرف شيئًا، يا أغا. قبل أن تتهمني، وجه سؤالك لأعدائك الموجودين على هذه الطاولة. لدي عمل مهم الآن، أرجو أن تسمح لي بالمغادرة."

أخبريهم يا ماردينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن