8//

2.4K 173 12
                                        

الفصل الثامن : تحذير

كان إيثان يجلس على الأريكة في الصالون الفخم، ممددًا قدميه على الطاولة أمامه، بينما راقب ابن عمه ليفيان الذي كان غارقًا في لعبة الفيديو، يضغط على الأزرار بجنون ويصدر أصواتًا متحمسة بين الحين والآخر. أجواء المكان كانت هادئة نسبيًا، فيما كانت أشعة الشمس تتسلل من النوافذ الكبيرة، مرسلة خيوطًا دافئة على السجاد الفاخر.

لم يكن إيثان مهتمًا باللعبة، كان عقله مشغولًا بشيء آخر تمامًا، ينتظر بفارغ الصبر وصول ما طلبه. وفجأة، قُطع صمته بطرق خفيف على الباب، لتدخل خادمة شابة برأس منحنٍ بخجل، بينما نطقت بصوت هادئ:

"لقد أرسل لك السيد زيد طلبك، سيد إيثان."

لم يمضِ وقت طويل حتى نهض إيثان بسرعة، وكأنه تلقى أمرًا عسكريًا، مما جعل ليفيان يرفع رأسه متفاجئًا قبل أن يهز كتفيه ويعود للعبه. اندفع إيثان خارجًا من الصالون بخطوات سريعة، متجهًا مباشرة نحو المطبخ.

عند دخوله، رأى إحدى الخادمات منهمكة في ترتيب علب حليب غريبة الشكل على الطاولة الرخامية. كانت العلب تحمل علامات غريبة وألوان زاهية لم يعتد رؤيتها. بدون أن يتفوه بكلمة، اقترب بسرعة وأخذ إحداها من يدها المرتبكة، مما جعلها تحدق به في دهشة.

أسرع نحو الموقد، أشعل النار بسرعة بثبات مدهش وصب محتوى العلبة في قدر صغير. بدأت رائحة الحليب الدافئ تملأ المكان، وأثناء انتظاره غليان الحليب، أخرج مقياس حرارة الطعام من أحد الأدراج، راقب المؤشر حتى وصل إلى الدرجة المطلوبة.

"تمام..." تمتم لنفسه برضا قبل أن يطفئ النار بحركة سلسة، ثم أخذ القدر وسكب الحليب بعناية في رضاعتين صغيرتين، انتقى كل حركة بحذر حتى لا ينسكب أي شيء.

عندما انتهى، لم ينتظر لحظة إضافية، بل أمسك بالرضاعتين واندفع جريًا خارج المطبخ، صاعدًا الدرج بسرعة جنونية.

كانت الخادمة التي شاهدت كل ما حدث واقفة مكانها، تنظر إليه بذهول وعيناها متسعتان بعد أن بقيت فاغرة فمها للحظات، ثم تمتمت بدهشة:

"ما الذي يجري هنا بحق السماء؟!"

أما إيثان، فقد واصل طريقه صاعدًا دون أن يلتفت، عقله مركز فقط على المهمة التي بين يديه.

اندفع إيثان إلى غرفته بخطوات سريعة، مغلقًا الباب خلفه بقدمه دون أن يلتفت. كانت الغرفة لا تزال مضاءة بنور الشمس المتسلل عبر الستائر، مما منح المكان جوًا هادئًا بعكس  دقات قلب إيثان المتسارعة.
سار مباشرة إلى حيث كان الشبلان الصغيران ينامان متكومين على بطانية ناعمة قرب النافذة.

جلس على سريره بحذر، وحمل الشبلين برفق إلى حجره، ملمس فرائهما الناعم جعله يشعر بدفء لم يختبره منذ فترة. نظر إليهما بعناية، عيناه تملؤهما القلق، ثم أمسك بالرضاعة الصغيرة محاولًا تقريبها من فم الشبل البرتقالي المحمر، لكن الحيوان الصغير كان أصغر من أن يتمكن من التقاط حلمة الرضاعة، فبدأ بالتململ بحركات ضعيفة وأصدر أنينًا خافتًا.

Ethanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن