وبعد يومين بدأنا في طقوس الزواج وأرتديتُ الثوب الأبيض ووضعت الكُحل في عيناي البندقيتان وأصبحتُ أُشبه الملائكة حقًا.
نظر إلي بيشوى بإندهاش وهذة المرةُ قالت عيناه مالا يستطيع قوله ولكن قلب الأُنثي لا يُخطئ ونظرتها الثاقبة وإحساسها لا يُخطأن أبدًا .
تكشف العيونِ صاحبها وتَروي قصتهُ من مُجردِ نظرة وخاصةً إذا كانت من تقرأ تلك العيونِ أُنثي.
بعد أن أنتهي العرس ودَعنا بيشوي وذهب إلي مقر العمل فهو قائد ملكي .
وقبل أن يسير في أتجاه القصر رددتُ أسمه
استداري لي بإستغراب !
وضم حاجبيهِ من الفضول ، فقاطعته قائلةٌ أنتظرك أيُها القائد أُريد رؤية المزيد من المعابد والأحتفالات .
نظر إلي مُبتسمًا قائلًا لي :إلي اللقاء أيتُها الغريبة .
أستيقظتٌ علي صوتي لنفسي وهي تيقظني من كلامي وتفكير لأعود إلي داخل المنزل وأنزع الورود التي كانت تُزين شعري وكان المُتعارف عليه هُناك في مصر الفرعونيةٌ أن العروس لا تتزين بالحُلي بل تتزين بالورود وترتدي الثوب الأبيض بشكل أساسي.
حقًا حياةٌ جميله مليئةٌ بالبساطةِ والدفئ .
ومر الشهر الثاني وجاء بيشوي وقال لي سأأخُزكِ إلي مكانٌ يُشبهك.
تعجبتُ من كلامه ولكني لم أُعلق ذهبتُ معهُ كُنا نسيرُ الطريقِ في صمتٍ تام لم نتحدث طوال الطريق ولكن كانت أعيُنِنا تتحدث، وما أدراكَ ما لُغةِ العيونِ .
وقاطعني صوتهُ علي كلمة ها قد وصلنا أيتُها الأميرة .
نظرتُ إليه أيتُها الأميرة !
قال لي أنتي تُشبهين الأميرات كثيرًا لذلك عبرتُ بهذه الكلمة .
نظرتُ إليه ببسمة تأخُذها الاستغراب.
وفجأةٌ لاقة عيني بقطعةٌ تُشبهُ الجنة كانت حديقةٌ جميلة تملأها أزهار اللوتس المُختلف ألوانُها وجمالِ العمارةُ التُراثي وتلك تمثال العروس التي تتزين بزهورِ اللوتس والشمس في الربيع مع هواء الصباح وشكل السماءِ الزرقاء ما هذا الجمال !
ثُم قادني الفضولِ لأن أسأل بيشوي ما هذه الحديقة؟ وما أسمُها ؟
قاطعني قائلُا : أسمُها "بستان حتحور"
"حتحور" فتاةٌ من عامةٍ الشعبِ أحبها الملك "رع "
وهو في شبابة وكانت قصتهم مؤلمة فكيف لملك بأن يتزوج فتاةٌ عادية فعبر لحُبهِ لها بأنها قد سمي هذة الحديقةُ بأسمها وجعلهم يزرعوها بالكامل بزهرةِ اللوتس
لأن ، كانت حتحور ترتدي تاجًا مزينًا بزهور اللوتس، وهي رمز الحب واللقاء
. لذا، "بستان حتحور" يجسد للمرأة والرومانسية، ولاعتقاده أنه مكان يجتمع فيه العشاق ليحتفلوا بجمال الطبيعة وروح الحب.
فعلقتُ قائلةٌ يا لهذا الجمال
"لم يجلبُ لها وردةٌ بل زرع حديقةٌ بأكملِها "
تويا :وهل تزوجوا في نهاية الأمر .
بيشوي :للأسفِ لم يتزوجوا
تويا بحزن : لماذا ؟
بيشوي: فقد أنتصرَ علي حُبهم الواقع المؤلم فكيفَ لفتاةٍ عادية بأن تكون ملكة .
تويا: حقًا حزنت عليهم، ولكن المكان أشبه بتحفه فنيه رائع جدًا لأسير وأخذ من كُل زهرةٍ للون للأخذهُم معي في عالمي .
كان بيشوي ينظُر إلي بسمتِها وكلامِها ونظرتها الطفولية وشاردًا في عينيها وهي تتحدث وقاطعتهُ جلستهُ الصامته وهي تلوح بيديها أمام عينه وتردد بيشوي
أنت تقرأ
مدينة هرقليون
Fantasy**"في لحظة غامضة، تجد بطلتنا، الشابة العاشقة للتاريخ، نفسها في قلب مدينة فرعونية ساحرة، حيث الماضي ينبض بالحياة، والقدر يفتح أبوابه على مصراعيها. بين عظمة الحضارة وصراعاتها، وبين مشاعر لا تستطيع تجاهلها، تبدأ رحلتها التي تتجاوز حدود الزمن. لكن، بينم...
