←دائرة القلق→

16 10 1
                                    


جلس لاب علي في مكتبه، محاولاً التركيز على الأوراق أمامه، لكن طرق الباب قطع أفكاره. دخلت أم جواد، وجهها مليء بالقلق.

أم جواد (بتوتر):
"يا أخي، هل هناك أي أخبار عن جواد؟ لم أسمع عنه شيئًا منذ يومين."

لاب علي (يحاول التملص):
"لا تقلقي، جواد في عمله كالعادة. الأمور تحت السيطرة."

مريم (بإصرار):
"وما قصة نوفا؟ سمعت أنها خرجت ولم تعد منذ الليلة الماضية."

لاب علي (بتردد):
"نوفا!... طلبت مني أن تنام عند صديقة لها. لا داعي للقلق. الآن يكفي أسئلة يا امرأة، تعالي لنتناول الطعام."

في غرفة الطعام، اجتمع الجميع حول الطاولة. الجو كان مشحوناً، وكل فرد يبدو أنه يخفي أفكاره الخاصة. نور العين أنهت طعامها بسرعة ونهضت.

نور العين (بهدوء):
"لدي مشروع في الصباح الباكر. يجب أن أذهب الآن. وداعاً، عمي."

لاب علي (بصوت صارم):
"خذي معك رجلين من الحرس. لا أريد أي مخاطر."

الجدة (بغرابة):
"ما القصة؟ هل هناك شيء سيئ يحدث؟ علي، ما الذي تخفيه عنا؟"

عازم (بسخرية وهو يتناول الطعام بشراهة): "بالطبع هناك مشكلة. يا نور العين، خذي الحرس ولا تدعي الأمور تسوء. لكن السؤال الأهم: ما الذي يحدث في الأيام الأخيرة يا أبي؟ تبدو متوتراً."

نهض علي بغضب وضرب يده على الطاولة بقوة، مما أثار دهشة الجميع.

لاب علي (بصوت مرتفع):
"حتى الطعام لم يعد يُبلع بسبب أسئلتكم! يكفي يا هذا! يكفي!"

ثم غادر الغرفة بسرعة، تاركاً خلفه جواً من الحيرة والقلق. الجميع تبادل النظرات بصمت، بينما سادت الغرفة حالة من التوتر غير المسبوق.

قاد لاب علي سيارته بسرعة ، يرافقه مجموعة من الحراس المسلحين. وجهه كان عابساً، وعقله مشغول بما قد ينتظره في بيت جلال. لكن الأقدار لا تسير كما يشتهي الإنسان.

في منزل جلال، ساد الهدوء الظاهري. نوفا جلست على كرسي بجانب الموقد، تحاول تهدئة نفسها بعد الأحداث الأخيرة. جواد مستلقٍ في الغرفة المجاورة، وعيونه نصف مغمضة من الألم. بدا المكان وكأنه عاد للهدوء.

لكن فجأة، انطلقت أصوات السيارات تصدح من الخارج. نظرت نوفا من النافذة لتجد عدة سيارات سوداء تحيط بالمنزل، كأنها سفن تستعد للغزو.

أخبريهم يا ماردينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن