2//

2.9K 199 20
                                        

الفصل الثاني: صديق

استفاق إيثان فجأة على صوت طرقات خفيفة على الباب، مما أخرجه من غيبوبته المظلمة. فتح عينيه بصعوبة، وأصبح العالم المحيط به ضبابيًا، لكنه شعر بشيء غير مريح على الأرضية. نظر إلى الأسفل ليجد بضع قطرات من الدم قد تساقطت من فمه أثناء النوبة السابقة، كانت علامة أخرى على تدهور حالته، وهو ما جعله يشعر بشيء من القلق، ولكنه تجاهل هذا الشعور بألم مصطنع.

سعل مجددًا ببطء، وهو يلتقط أنفاسه المتقطعة، قبل أن ينطق بصوت مبحوح، "من؟"

من وراء الباب، جاء الصوت: "إبن عمك، ليفيان."

كانت الإجابة تصدر بنبرة وقحة، كما لو أن صاحب الصوت لم يكن يهتم لما يمكن أن يكون وراء الباب. ومع ذلك، كانت الكلمات كافية لإثارة فضول إيثان، الذي رد بنغمة غامضة، "ليفان؟"

أضاف الصوت بسرعة: "غابرييل يدعوك للعشاء."

بدون أن يُظهر أي مشاعر حقيقية على وجهه، نهض إيثان بصعوبة، وأخذ نفسه بحذر، وهو يحاول أن يستعيد توازنه بعد النوبة التي لا تزال تؤلمه. وجد نفسه يسير نحو الباب، ففتح له بهدوء.

وقف أمامه شاب في مثل سنه، يتطلع إليه بنظرات غير مهتمة ولكنه يحمل شيئًا مختلفًا في عينيه. كان ليفيان، ابن أخ غابرييل، يرتدي ملابس أنيقة تظهر مدى ثرائه وعائلته، لكن ملامحه كانت مشوشة بعض الشيء، وكأن هناك شيئًا عميقًا في داخله.

"هل أنت إيثان؟" قال ليفيان بوقاحة، لكنه لم يخفِ ابتسامة صغيرة كانت تتسلل على شفتيه وهو يرى إيثان يقف أمامه.

"نعم، أنا هو." رد إيثان، بينما كانت نظرته باردة، غير مبالية.

رغم سلوك ليفيان الوقح، كان هناك شيء مخفي في حديثه. كان سعيدًا بطريقة ما. كانت ابتسامته لا توحي بالشر، بل كانت تعبيرًا عن نوع من الراحة، ربما بسبب حضور شخص في مثل سنه في هذا القصر الضخم. بدت أرجاء القصر كما لو كانت فارغة، على الأقل بالنسبة له، إذ لم يكن هناك من يشاركه مساحاته الواسعة سوى كبار السن من أفراد العائلة.

"لنذهب، غابرييل بانتظارك." قال ليفيان، وهو يقود إيثان عبر الممرات.

خلال سيرهما في الممر الطويل، لم يتوقف ليفيان عن الحديث، لكن إيثان بقي صامتًا، لا يظهر أي اهتمام حقيقي. كان يبدو عليه أنه لا يهتم بما يقوله الآخرون، ولا حتى بحقيقة أنه كان يدعى لحضور العشاء. كان كل شيء في هذا القصر يبدو له كواجهة فارغة، ليس له مكان فيها، ولكنه سرعان ما أدرك أن ليفيان، رغم تصرفاته الخشنة، كان يبدو سعيدًا به بشكل غير مباشر.

"أنا الوحيد هنا ممن هم في سنك، كما ترى." قال ليفيان، بينما كان يسير بجانب إيثان. "البقية... كلهم أكبر مني. أعتقد أنه سيكون جيدًا أن يكون لدينا بعض الوقت معًا." وأضاف بنبرة ساخرة، "رغم أنني لا أعرف إذا كنت أحب التواجد معك، لكن لا بأس."

Ethanحيث تعيش القصص. اكتشف الآن