←ليلة سوداء و يوم لاينتهي→

25 14 3
                                    


في منطقة معزولة عن الناس ، مكان مهجور، نوفا تراقب من بعيد، تختبئ خلف إحدى الحاويات الكبيرة. عيناها تتابعان الرجال الذين يحملون الصناديق بحذر. الأنفاس تتصاعد من شفتيها ببطء لتجنب أي صوت قد يكشف وجودها.

داخل المستود و جواد يقف وسط الرجال، يعطي تعليماته بحزم، وجهه يحمل نفس الجمود المعتاد، لكن عينيه تراقبان كل شيء حوله. أحد الرجال يسأله بشيء من التوتر: "هل نحن جاهزون؟"

جواد (بهدوء مخيف):
"لا أخطاء. كل شيء يجب أن يسير كما خططنا."

لكن الأمور لا تسير بشكل جيد، باب المستودع يُفتح بعنف، وأصوات إطلاق النار تملأ المكان فجأة. الرجال يتفرقون بحثًا عن ساتر، الصناديق تتساقط، وبعضها تتحطم على الأرض.

تصرخ نوفا بخوف : " اه ماذا افعل هنا. لا!. "

في تلك اللحضة تجذبها يد قوية من الخلف. إنها يد جواد، الذي يبدو غاضبًا أكثر من أي وقت مضى.

جواد (بغضب مكتوم):
"هل فقدتِ عقلك؟ ماذا تفعلين هنا ياهذه؟، سحقا لجنونك."

نوفا (بتلعثم):
"كنت...انا أريد أن أعرف...اقصد ما الذي تخفيه؟"

لم يتمكن جواد من الرد، فقد اصابته رصاصة في كتفه و رصاصة اخري في بطنه. يتأوه بصوت مكتوم، لكنه يمسك يدها بقوة ويسحبها خلف كومة من الصناديق.

يضغط على جرحه بيده الأخرى، وجهه شاحب لكنه يحتفظ بملامحه القاسية.

جواد (بصوت منخفض):
"ابقِي هنا بجانبي، ولا تتحركي. هل تفهمين؟"

نوفا (والدموع تملأ عينيها):
"لكنك تنزف... أحتاج أن أساعدك!"

جواد (بابتسامة ساخرة):
"أنتِ لا تفعلي شيء، فقط لا تموتي، لكي لا اموت خلفك."

بعد لحضات توقف صوت اطلاق النار، انتهت الفوضى، قام الرجال بحمل جواد المصاب بصعوبة. جلال ينتظرهم بالخارج، وجهه مملوء بالقلق.

جلال (بصوت قلق):
"أدخلوه بسرعة الي السيارة. سنأخذه الي منزلي، لا أريد أن يعلم أحد بما حدث هنا."

نوفا (بصوت مرتعش، تكاد تبكي):
"لكن... إنه ينزف كثيرًا! يجب أن نأخذه إلى المستشفى. إنه مصاب برصاصتين، سيموت إذا لم نفعل شيئًا!"

جلال (بصرامة، لكنه يحاول تهدئتها):"لن يموت، يا ابنة أخي. ثقي بي. الآن، أسرعي وأغلقي الباب خلفنا."

أخبريهم يا ماردينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن