~منقذي من عذاب أبي~30

2.2K 159 122
                                    

السلام عليكم.

تجاهلوا الاخطاء فضلًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور 6 سنوات..

في هذه الستة سنوات عاش سديم أجمل أيامه مع مالك الذي عوضه عن حنان الأب الذي افتقده.
أصبح سديم طالبًا جامعيًا في تخصص التحقيق والشرطة،
التخصص الذي كان حلم طفولته.

منذ صغره كان سديم يحلم بـأن يكون شرطيًا
ليس فقط لـتحقيق العدالة بل لأنه أراد مواجهة والده
الذي تسبب في أعظم خسائر حياته.

والد سديم لم يكن مجرمًا لكنه كان السبب وراء مقتل أخيه وانتحار والدته.

تلك الحوادث التي تركت جروحًا غائرة في قلبه لا تزال تطارده حتى اليوم.

سديم لم ينسَ تلك الليلة التي تغيرت فيها حياته للأبد
ولم ينسَ كيف كانت قرارات والده
وإن لم تكن متعمدة
كفيلة بـتمزيق عائلته.

الآن، في كل خطوة يخطوها في حياته الجامعية
وفي كل معلومة يتعلمها
كان سديم يرى نفسه يقترب أكثر من حلمه :
مواجهة والده وجهًا لـوجه، ومحاسبته على الألم الذي سببه له.

لكنه في الوقت ذاته كان يواجه صراعًا داخليًا.
هل سـيسعى للانتقام؟
أم للبحث عن الحقيقة؟
الأسئلة كانت تلتهمه من الداخل
لكنه كان متأكدًا من شيء واحد :
لن يسمح لأي شخص حتى والده بـالهرب من عواقب أفعاله.

.
.
.

في السنوات الست الماضية
عاش سديم حياة هادئة ومستقرة في سويسرا مع مالك الذي كان أكثر من مجرد صديق أو وصي بـالنسبة له
كان الأب الذي افتقده والسند الذي أعانه على تجاوز ألمه.
رغم كل شيء لم تندمل الجراح التي تركها الماضي في قلبه.
كان سديم يحمل كراهية عميقة لوالده
كراهية لم تهدأ مع مرور الزمن بل ازدادت اشتعالًا كلما تذكر تلك الليلة التي سلبت منه عائلته.

سديم لم يكن يذكر والده إلا كـسبب لكل ما حدث.
بـالنسبة له رامي لم يكن أبًا
بل كان الجلاد الذي دمر عائلته بيده.

هذه الكراهية التي تعتمل داخله كانت الوقود الذي يدفعه للمضي قدمًا.

لم يكن طموحه في دراسة التحقيق والشرطة مجرد حلم طفولة

بل كان قرارًا واعيًا لـيكون مستعدًا في يوم ما لمواجهة الرجل الذي ألقى بظله الثقيل على حياته.

~منقذي من عذاب أبي~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن