10

287 27 61
                                    


اللهم صلٍ على محمد وآل محمد

.....

كان يرغب بأن يحذو حذوه من بعد خطى مثلـه الأعلى

......
كان يذاكر بملل و بين الفـينة و الأخرى
يشرد بخيالـه و تصـوراته العقلية

التي تختلق كماً هائلاً للتهرب من دراسته الجامعية يدرك جيداً بأن فاضل ينام بعمق الآن فهو يُـنهي دروسـه قبل العاشرة مساءً

ولا يحب السهر كثيراً إلا للضـرورة على النقيـض من غيث الذي يبدأ المذاكرة الحقيقة منذ العاشرة مساءً وحتى الخامسة صباحاً

مما يجعله يأخذ درجات بالكاد يصل بها إلى النجاح وهذا حالـه منذ سنين عديدة أو بالأحرى منذ أن توفيت والدته

باتت هذه عادته التي لازمته طويلاً و لربما لن يتـركها إلا حينما يتخرج من الجامعة ثم يُـعرض عنها

وضع رأسه على الكتب التي أمامه
يتمتم بضيق

" متى سأنـال ذلك الفراش الوثير يا اللـهي ؟"

فـقد أُنهـكَ جسـَدهُ ، أغمض عينيه بأرهـاق وقـد قاطع للحظات راحتـه القصيـرة صوت مقبض الباب
وهو يستدير

ثم يـُفتح من قبل أحدهم ومن غير إلياس في هذا التوقيت قـد يقلق و يأتي للأطمئـنان عليـه

فهذا ما كان يجول في مـُخيلة غيث وهو يرفع
رأسه و يدير كرسيـه المتحـرك أسود اللون

ولكـن تلاشت آمـالـه بالسحب ما أن وقـعت حدقتيه على عـمه ياسر الذي لم يره منذ أيام

عقد حاجبيه يتسائل

" ماذا هنـاك عمـي ياسر أترغب بشيء مـا؟"

أبتسم ياسر بسخرية ينظر له وهو مُـدرك تماماً لما حـولـهُ فتكلم

" عـُد لطبيعتك غيث فأخـي كمال ليس هنا لتؤدي تلك التمثيلية السخيفـة"

آمال غيث رأسه يتظاهر بعدم فهـمه لما ينطق
به عمـه فتسائل

" عن ماذا تتحدث ؟ "

حمل كتابه يرفعـه أمام ناظريه يضيف

" لدي مذاكرة وغداً إختـبار يحدد نسبة سعيي للفصل الأول
لـذا أرغب بالمذاكرة جيداً إذ سمحـت لـي بذلك"

أقترب ياسـر يسحب الكتاب ينظر إليه
ويتحدث

" أدرك جيداً بأنك تتظاهـر فـقط "

ليتـك تعـود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن