6

354 33 39
                                    


اللهم صلٍ على محمد وآل محمد

.....

لن تفتـرق طرقنـا طول الدهـر مادام  بقلبـك نبض يحي وجـودك أمامي فأنا أعيـشُ لسببِ وجودكَ بجانـبي
كلمات قليلة تصـفُ حـال غيث الـذي قـد تجـاهـلَ ما حدث معـه بمحاولـة للتمـاشي

يقف أمام والده يستمع لتوبيخه فهو لم ينطق

منذ أن أتم فطوره بعد قدومه من عمله

نظر إليه كمال بحدة ليعقب
" أذهب لأحضار أخيك قبل أن يزداد سوء خـُلقه "

رد إلياس بهدوء
" أبي غيث ليس كذلك هو فقط عصبي لما لا تتفهمه أو تتحدث معه
فهو يرضى سريعاً أن كنت أنت من يُـحدثه"

تكلم ياسر بغيض
" هل لدينا طفل يبلغ التاسعة من عمره ؟
لا تنسى يا إلياس أنه في التاسعة عشر "

رد إلياس بهدوء
" حسناً كما ترغبان"

سرعان ما أبتسم ياسر يرد
" أحسنت على غيث أن يكون مثلك "

أشاح إلياس نظراته ليستدير ويذهب
يهم بالخروج من المنزل

أخرج هاتفه يضغط على قائمة الإتصالات
و ينظر حيث رقم فاضل بصمت دون أدنى محاولة للتصرف فقد شعر باليأس من والده فـهو ليس متفهم لشخصية أخيه الأصغر
......
يجلس على إحدى كراسي الأنتظار يحمل
معطف غيث بيده و

الذي كان  يلعب كرة قدم على بعد منه
رفع مقلتيه يحمل الحسرة في قلبه بسبب مرضه يمنع عليه الركض أو بذل مجهود جسدي

لقد كان يحب كرة القدم للغاية وخصوصاً
مع غيث تذكر كل تلك المرات التي كان يذهب خلسة عن عائلته إلى إحدى الأحياء البعيدة
قليلاً عن منزله مع غيث

ليلعبان معاً أثناء طفولتهما ولكن ينتهي به المطاف فاقداً للوعي ثم تبدأ سلسلة توبيخات قاسية عليه وعلى غيث من قبل عائلتيهما

زفر الهواء بضيق يحاول محو تلك الذكريات
التي تسربت إليه بكل جرأة تنتزع هدوئه
و ترغمة على الأنزعاج والحزن

هل هناك أمل في شفائه ؟
أنه حتما يشعر بالخوف الكبير يتملك كل كيانه أن فكر بالعمليـة الجراحية
لربما يفقـد حياته أن وافـق وهو لا يريد ذلك بل يرغب بالمزيد من الوقت مع غيث ....

أنتشله من تفكيره و عدم تركيزه صوت
خطوات تقترب منه

رفع نظراته و قد لمحَ غيث يتجه ناحيته فتنهد بهدوء 

ليتـك تعـود حيث تعيش القصص. اكتشف الآن