~منقذي من عذاب أبي~

~منقذي من عذاب أبي~23

السلام عليكم.

تجاهلوا الأخطاء فضلًا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

خرج الحراس من الغرفة مسرعين، يتبادلون النظرات التي جمعت بين القلق والخوف. لم يكن رامي في حالته المعتادة الغضب الذي يملأ صوته والطريقة التي كان يحدق بها فيهم كأنها خناجر تغرس في قلوبهم جعلتهم يدركون أن الأمر لم يعد يحتمل أي تأخير.

جلس رامي على أحد الكراسي في غرفة البحث، محاولًا التقاط أنفاسه يده المرتعشة امتدت لـتأخذ كوب الماء الموضوع على الطاولة أمامه، لكنه لم يستطع شربه
الغضب والقلق يـسيطران عليه بالكامل.

بدأ عقله يستعيد كل لحظة مرت منذ اختطاف سديم
كيف تمكن يامن من التسلل؟
كيف لم يتوقعوا هذه الخطوة؟
ولماذا رغم كل الموارد التي يمتلكها لم يتمكن من العثور على صغيره حتى الآن؟.

صوت خطوات خافتة على الدرج المؤدي للغرفة لفت انتباهه رفع رأسه، وإذا بـمالك يدخل بحذر، محاولًا ألا يزيد من حدة توتره.

قال بـصوت منخفض:
"سيدي، لدينا خيط جديد قد يقودنا إلى مكان سديم
هناك شاهد يدّعي أنه رأى شيئًا مهمًا."

نهض رامي فورًا، وعيناه تلمعان بـشيء من الأمل الممزوج بـالغضب:
"أين هذا الشاهد؟ أريد رؤيته الآن!"

إنه في طريقه إلى هنا، سيدي سيصل خلال دقائق.

رامي لم يرد، لكنه بدأ يتحرك في الغرفة ذهابًا وإيابًا، كأنه يحاول تهدئة أعصابه، بينما عقله يصرخ بـأسئلة لا إجابات لها. كل ما يريده هو أن يرى صغيره مرة أخرى، حيًا وسليمًا.

دقائق مرت كأنها ساعات، ورامي لا يزال يتحرك ذهابًا وإيابًا في الغرفة، يده تمسك الهاتف بـإحكام، ينتظر أي إشارة أو خبر يطمئنه فجأة، انفتح الباب ودخل أحد الحراس برفقة رجل يرتدي ملابس مهترئة، وعيناه تنظران في كل اتجاه بـخوف واضح.

وقف رامي أمام الرجل، وعيناه تثبتان عليه كأنه يحاول قراءة ما بداخله قبل أن ينطق بأي كلمة قال بـصوت مليء بـالبرود :
تكلم، ماذا تعرف؟

تلعثم الرجل، ثم قال :
سيدي... لقد رأيت الطفل. كان في مستودع قديم على أطراف المدينة، يحيط به رجال مسلحون كنت هناك بـالصدفة، وسمعت أحدهم يناديه باسم سديم.

ارتفع صوت رامي بـغضب :
وأين هذا المستودع؟ لماذا لم تأتِ بهذا الخبر قبل الآن؟