ركب فارس سيارته متوجها إلى العمل، يدير المحرك بينما تتسلل أشعة الشمس الخافتة من بين الأشجار على الطريق، هاتفه يرن، وكانت سلمى على الخط.
"صباح الخير، فارس. أردت أن أطمئن... ماذا حدث بالأمس؟"
قالت سلمى بصوتها الحنون الذي يحمل نبرة قلق.أخذ فارس نفسًا عميقًا، يشد على المقود بينما ينظر إلى الطريق أمامه.
وقد سرد لها ما حدث منذ دخوله البيت البارحة حتى خروجه منذ قليل.ترددت سلمى للحظة، ثم سألت بنبرة تحمل خليطًا من الحزن واللوم
"هل يعني هذا أنك نفذت ما كان برأسك مع يوسف؟"اجاب فارس بيأس
"سلمى، هذا أقصى ما يمكنني تقديمه الآن.
لم أستطع فعل أكثر من ذلك. أنا أحاول، لكن لا تضغطي علي أكثر، من فضلك."سمعت سلمى تنهيدة عميقة على الطرف الآخر من الخط، قبل أن تقول بنبرة أكثر هدوءًا:
"حسنًا، ولكن لا تطل في تصرفاتك تلك ارجوك".ليقول فارس بملل وكأنه تعب من الحديث في هذا الأمر
"حسنا حسنا"وصل فارس إلى وجهته مغلقا المكالمة ،
في مكتب العقيد إيهاب، حيث المكتب عليه بعض الملفات والتقارير، دخل فارس بخطوات ثابتة رغم التعب الظاهر على ملامحه.
رفع إيهاب رأسه من الورق أمامه، ثم نهض مرحبًا بفارس بحرارة."فارس! أهلاً وسهلاً، الوزارة فخورة بالتقدم الكبير الذي حققته في قضية رئيس. الأمور تسير بشكل ممتاز، والمتبقي فقط إفادة من منى ويوسف لإنهاء هذا الملف تمامًا."
جلس فارس على الكرسي المقابل للمكتب، وهو يهز رأسه بتفهم.
"حسنا، سأحضرهما بعد غد ، لكن هناك شيء مهم."نظر إيهاب بجدية وسأله
"ما هو؟"اقترب فارس قليلاً للأمام وقال بصوت حازم: "السيد رائد. أريد ضمانة ألا يقترب من يوسف، ولا يتعرض له بأي شكل."
أخذ إيهاب نفسًا عميقًا ثم أجاب بطمأنينة
"لا تقلق، فارس. أنا مسؤول عن هذا. يوسف بأمان، ولن يُسمح لرائد بالتدخل. أعدك بذلك."ارتاحت ملامح فارس قليلاً، وشكر إيهاب على تعاونه قبل أن ينهض للمغادرة.
.
.
.
.يوسف كان جالسًا بجانب نور في البهو، يتحدثان فيما بينهما فهما أصبحا صديقان مقربان بحق ، لكن دخول ياسر قطع تلك اللحظة الهادئة.
دخل ياسر بابتسامة ساخرة، وكأنه يحمل نية الاستفزاز منذ البداية.

أنت تقرأ
بين العدو والأخ
Short Story((مكتملة)) بدأت ٢٠٢٤/١١/١٩ انتهت ٢٠٢٤/١٢/٣١ في قلب صراع عائلي معقّد ومشحون بالأسرار والمشاعر المتناقضة، تقف العلاقة بين فارس ويوسف كأعمدة متشابكة، تحمل أعباء الماضي وآلام الحاضر. فارس، الرجل القوي والبارد الذي خذلته الحياة وأفقدته الثقة بكل من حوله...