مرت الليلة على خير، رغم كل التوتر الذي حملته معها. وفي الصباح الباكر، فتح جواد باب الغرفة دون طرق، حاملًا صينية عليها إفطار مرتب بعناية.قال بصوته الواثق:"صباح الخير."
نوفا التي بالكاد استيقظت، جلست على السرير وهي تمسح عينيها بتعب. نظرت إليه بطرف عينها وقالت بحدة: "أنت آخر شخص أردت رؤيته اليوم."
ضحك جواد بخفة، ووضع الصينية على الطاولة أمامها:
"أحضرت لكِ الطعام، وهذا شيء لم أفعله لأحد من قبل... احمدي ربك."تجاهلت نوفا كلماته المستفزة، وقامت من السرير لتقف أمامه بثبات. نظرت إليه مباشرة وقالت بجدية: "متى سيخرج والدي من المستشفى؟"
استدار جواد نحو النافذة، وكأنه يتجنب عينيها للحظة، ثم أجاب بهدوء: "اليوم سنخرجه،غرفته احسن من جدران المستشفى الباردة، سنجعل من هذا القصر مستشفي لذالك لا تقلقي ."
توقفت قليلاً قبل أن تسأل:
"هل يمكنني الذهاب مع كمال؟"نظر إليها بابتسامة جانبية وقال:
"سنذهب معًا. ولكن قبل ذلك، تناولي الإفطار... أنتِ بحاجة إلى القوة."أحست نوفا ببرودة كلماته رغم نبرته الهادئة. جلست على الكرسي أمام الطاولة، لكنها لم تلمس الطعام. التفتت إليه وقالت بحدة:"بالمناسبة، انا لا اريد اهتمامك، اريد فقط ان اذهب الي رئيسكم (أبي)."
اقترب جواد خطوة منها، نظر إليها بعمق، ثم ابتسم بهدوء
و استدار وغادر الغرفة دون أن ينتظر ردا منها، تاركًا وراءه أجواءً مشحونة بالأسئلة والتوترات.نوفا بقيت مكانها، تنظر إلى الطعام أمامها، لكنها لم تشعر بأي رغبة في تناوله. كانت تعرف أن هذا اليوم سيحمل معه مواجهة جديدة.
وبعد مرور وقت قصير، فتحت نوفا باب الغرفة بخطوات هادئة لكنها واثقة. كانت ترتدي ثيابًا جميلة اختارتها بعناية، فستانًا بسيطًا بألوان هادئة زاد من أناقتها الطبيعية. شعرها كان منسدلًا بحرية على كتفيها، ووجهها خالٍ من أي مظاهر تصنع.
نظر إليها جواد للحظات، وكأن الزمن توقف. عيناه حملتا شيئًا بين الإعجاب والتحدي، لكنه أخفى مشاعره خلف ابتسامة ساخرة وقال بنبرة خفيفة: "ألم أقل إنكِ ستبدين مختلفة هنا؟ يبدو أن القصر بدأ يؤثر فيكِ."
نوفا تجاهلت سخريته، ورفعت رأسها بنظرة واثقة، ثم قالت ببرود: "أنا لم أرتدِ هذا لأجلك أو لأجل القصر. أردت فقط أن أبدو كما أنا...

أنت تقرأ
أخبريهم يا ماردين
Action"بين خيوط الأملاك والتقاليد، وأخطاء الماضي والحاضر، يُخلق حبٌ معقدٌ لا يستطيع الزمن أو الظروف أن تمحوه. تدور أحداث الرواية في مدينة ماردين، حيث تتشابك القصص في عالم مليء بالتحديات الاجتماعية والسياسية، بينما يسعى كل منهم إلى إيجاد مكانه في مجتمع ملي...