الهروب جيد!

605 58 79
                                    


سلمى، التي كانت تحاول استيعاب ما حدث، رفعت عينيها إلى فارس وسألته بقلق:
"وأنت ماذا تنوي أن تفعل الآن؟"

نظر إليها بثبات، وصوته كان مليئًا بالعزم وهو يقول:
"سأترك البلاد، ساترك كل شي وارحل."

ابتسمت بهدوء
"وماذا بعد؟"


رفع فارس رأسه قليلاً ونظر إليها بتصميم واضح في عينيه
"سأبدأ حياة جديدة... بعيدًا عن كل هذا الكذب." كانت كلماته تحمل شعورًا بالخلاص، وكأن السفر هو الحل الامثل.


ابتسمت سلمى مجددًا، بنفس هدوئها
"ويوسف؟"

فارس ببعض الارتباك
" سأتواصل معه عبر الهاتف."

تأملت سلمى رد فارس للحظات، ثم ابتسمت بذات الهدوء الذي لم يغادرها وقالت:
"جيد...."

لتقول بنبرة فيها شيئًا من الاستفزاز
"الهروب أحيانًا يكون خيارًا جيدًا، أليس كذلك؟"

رفع فارس عينيه إليها بحدة، وكأن كلمتها قد لمست وترًا حساسًا.
"ماذا تعنين؟"
سألها بصوت منخفض لكنه ممتلئ بالتحذير.

ابتسمت سلمى بخفة، متجاهلة تحذيره، وقالت بثقة:
"أعني أنك تهرب. أنت تعرف ذلك. تهرب لأنك تخشى المواجهة."

نهض فارس رغم تعبه، وعيناه تضيقان بغضب: "سلمى... احذري مما تقولين انا لست جبانا!"

فارس (بتعب ونبرة دفاعية)
"ولكن، الأمر ليس بهذه السهولة. ما فعلاه أمي وأبي لا يمكن تجاوزه بسهولة... لقد دمرا كل شيء."

فارس (بصوت متحشرج)
"لا أستطيع البقاء، سلمى... كل شيء هنا يذكرني بالخيانة، بالألم. كلما نظرت لهما... كلما رأيت يوسف... أتذكر كم تألمت."

سلمى (بحدة)
"يعني تعترف أنك اخذت يوسف بذنب والديك !!!!يوسف وامك لا ذنب لهما في كل هذا. هل تعاقبهما الآن على ألمك؟"

فارس يمرر يده على وجهه، كأنه يحاول التماسك، لكنه يشعر بضغط كلماتها.

فارس (بتنهيدة ثقيلة):
" أنا اتركهما ليعيش كل منا بسلام ، حتى لا اظلم يوسف معي، نعم فهو لا يستحق ذلك ولكن انا انسان لدي مشاعر ماذا افعل "

سلمى (بحزن عميق)
"سلام؟ أهذا ما تسميه سلام؟ يوسف لن يجد سلامًا بدونك. أمك ستعيش باقي حياتها بالندم. أما أنت، ستعيش بالغربة والوحدة. لن تجد السلام يا فارس، لأن السلام لا يأتي بالهرب."


لتضحك سلمى وهي غير مصدقه وتقول
" ولكن حقا أخبرني كيف فكرت أن تترك يوسف؟"

بين العدو والأخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن