كانت منى تقف في زاوية السطح، الهواء البارد يعبث بخمارها تنظر إلى القمر المكتمل، تحاول أن تجد بعض الراحة من عبء الذكريات والندم.
عينها كانت تلمع، ولكن ليس من الفرح؛ كانت الغصة في حلقها تمنعها من البكاء بصوتٍ مسموع.
سعد من الخلف، بصوت هادئ
"منى؟"استدارت بسرعة، وكأنها قد أُخذت على غفلة، لتراه يقترب ببطء.
سعد
"كيف حالك؟"منى بسخرية، وكأن الإجابة واضحة
"بخير..."أعادت نظرها للأفق، وكأنها تهرب من مواجهة عينيه.
تقدم سعد بضع خطوات، واقترب ليقف بجوارها. صوته كان يحمل مزيجًا من الندم والتردد.
"منى، أنا... لا أعرف كيف أبدأ.
لا أجد كلمات تعبر عما أريد قوله."منى ببرود
"لا داعي لقول شيء، سعد.
كلامك لن يغير شيئًا."كانت نبرتها حادة، لكنها لم تستطع إخفاء الحزن العميق خلفها.
سعد بحزن
"كيف تقولين هذا؟ أنا أحاول... أحاول أن أصلح كل شيء. علاقتك بفارس يمكنها أن تعود كما كانت."منى والتي التفتت إليه بحدة، عيناها مليئتان بالدموع التي تحاول كتمانها
"لن يسامحني، سعد...ولن نستفيد شيئًا سوى أنه سيكرهك أنت أيضًا. أهذا ما تريده؟ أن تزرع الكراهية في قلبه تجاهك كما فعلت معي؟"تراجع سعد خطوة، لكنه لم يستسلم.
"انا أريد أن أكفر عن ذنبي.... أريد أن أصلح كل شيء."منى تضحك بسخرية مريرة، وكأنما تسمع مزحة "فات الأوان، سعد. فات الأوان لكل شيء."
استدارت منى، خطواتها تحملها بعيدًا عن المواجهة، وتركت سعد يقف في مكانه، عاجزًا عن الرد.
.
.
.
.في الصباح، اجتمع الجميع حول الطاولة الكبيرة، الأجواء كانت هادئة لكن التوتر كان محسوسًا بين البعض.
حاول يوسف الابتعاد قليلاً عن فارس عندما كان يقترب من والدته منى، خوفًا من أن يتسبب له ذلك في أي جرح أو انزعاج.
كانت الطاولة مليئة بالأطباق الشهية التي أعدتها رحمة، في محاولة منها لتخفيف التوتر بين الجميع.
بعد أن انتهوا من تناول الطعام، قدمت رحمة طبق التحلية، المهلبية المليئة بالفستق المحمص والمزينة بالقرفة.

أنت تقرأ
بين العدو والأخ
Short Story((مكتملة)) بدأت ٢٠٢٤/١١/١٩ انتهت ٢٠٢٤/١٢/٣١ في قلب صراع عائلي معقّد ومشحون بالأسرار والمشاعر المتناقضة، تقف العلاقة بين فارس ويوسف كأعمدة متشابكة، تحمل أعباء الماضي وآلام الحاضر. فارس، الرجل القوي والبارد الذي خذلته الحياة وأفقدته الثقة بكل من حوله...