ثلاثة أيام مرت كل يوم تستيقظ فيه مبتسمة و السعادة تغمر قلبها.. حياتها؟ تبا حياتها تحولت لمسلسل تعيش الآن حلقاته السعيدة، تفتح عينيها و هي تشعر بذلك الكائن الصغير يملء أحشائها، تضع يدها موضع بطنها و تستشعر نبضاته معها.. كانت طبيبة لذلك كانت تستطيع تفرقة نبضات طفلها عن نبضاتها يتسابق بقلبه الصغير مع قلبها الذي يحتويهو هكذا حقا كانت ترتسم الإبتسامة الجميلة على وجهها تشق شفاهها الصغيرة المكتنزة تتخيل بيتا جميل و دافيء لا يهم إن كان كبيرا أو صغير المهم أن يكفيها هي و طفلها مطل على إحدى البحار أو الجزر بينما تحاوطه حديقة صغيرة تسقي زهورها كل يوم بالماء و تغني بصوتها الجميل لطفلها الذي ينام بجانبها
ماذا أيضا؟ أجل.. فراشات تقف فوق أرنبة أنفه بينما ينزعج في نومه ليستيقظ يبكي و يطربها بصوته الجميل مما يجعلها تترك كل شيء في يديها و تحمله تربت على ظهره و تخبره أنه ليس وحيد، أن أمه هنا، كان المشهد جميلا جدا داخل عقلها ليقاطعه ذلك المنظر الذي جعلها تدفن كل شيء في أعماقها المظلمة تحرك عينيها لتقع بنظراتها على دائها و دوائها.. أحلامها و أبشع كوابيسها.. حاميها و جلادها
كان يخرج لتوه من الحمام ببدلته السوداء و شعره المرتب ملامحه هادئة جدا مع ذلك كان بإمكانها ملاحظة تلك الهالات الخفيفة تحت عينيه يبدوا انه لا ينام جيدا هذه الايام او ربما الأفكار تميته، تنهدت بعمق حين نظر ناحيتها بنظرة خطفة لعينيها ثم حول بصره لكتفها المصاب و بدون ان ينطق بأي حرف سحب كرسي لنفسه مقابلا لها ثم بدأ في ازالة الضماد عن جرحها لينظفه لها
بمجرد أن ظهر جرح الرصاصة لاحظت كيف ضغط على أسنانه بقوة بينما أظلمت عيناه كأنه لا يصدق أنه فعل بها شيئا كهذا، و لو لم تكن تعرف وجهه الحقيقي الذي رأته ذلك اليوم كانت ستصدق مسرحيته اللعينة لذلك تكلمت بملل ساحبة عيناه لشفاهها
لا داعي لكل هذا نحن الآن لوحدنا لا يوجد مقابلة تلفزيونية لا يوجد شخص غيرنا لذلك بإمكانك أن تظهر وجهك الحقيقي كما انك لست مضطر ان تنظف جرحي و تدعي الاهتمام فقط عاملني كما تعامل الحيوانات و اختصر على نفسك
مع نهاية آخر حرف نطقت به رفع رموشه ناحية عينيها لتتقابل مع عيناه بعد ثلاثة ايام أمضاها يهرب بنظره عنها، ثلاثة ايام يتجنب النظر لها او نطق أي حرف و الآن فقط أخذ كل وقته في تمرير سواد عيناه على عينيها يرمقها بنظرات دامت لبرهة من الوقت قبل أن ينهي الصمت بما قاله

YOU ARE READING
333 ONLY HALF DEVIL
Actionالشقة 333 "نعم كانت هي.. كانت نفس الشقة التي بدأ بها عذابي.. هكذا وقفت امامها ذلك اليوم قلبي ينبض بجنون ابحث عن الحب الذي لن اجده فيها يوماً .. بل وجدت بدله نصف الشيطان الذي كنت انا احمل نصفه الاخر.. اجل كانت حياته بين يدي وكان موتي بين يديه سلسلة و...