عاصفة

579 49 41
                                    


منى
"فارس..."

كانت كلمتها مليئة بمشاعر الأمومة الممزوجة بالندم والشوق. عينا فارس اتسعتا، والصدمة ارتسمت على وجهه، لكنه سريعًا ما تحول هذا الذهول إلى غضب.

من خلفه، جاء صوت يوسف الذي كان يحمل الماء
"أمي!"

منى بلهفة وشوق
" يوسف بني"

ركض يوسف نحوها كطفل صغير، غير مصدق ما يراه، واحتضنها بقوة، يبكي على كتفها بحرقة:
"أمي... أمي...لقد اشتقت اليك "

منى التي لم تتمالك نفسها، احتضنته بقوة أكبر، تقبل كل جزء من وجهه.

بعد أن هدأ يوسف قليلاً، لاحظ جرحًا عميقًا في جبهتها وشفتها المصابة.
رفع رأسه بقلق
"أمي، ماذا حدث لك !؟من فعل هذا بك!؟؟"

منى تنهدت بصوت مرتجف:
"رئيس... رئيس هو الذي فعل هذا اختطفني وهربت منه، ولم اجد ملجأ غيركم ."

قالتها، وعيناها تنتقلان إلى فارس الذي ما زال ينظر إليها بملامح جامدة، لكن الغضب والصراع كانا واضحين في عينيه.

يوسف، بعينين متوسلتين وصوت مفعم بالتأكيد، نظر إلى فارس وقال:
"أمي ستبقين هنا، الشرطة ستحميكي  أليس كذلك يا اخي!؟"

لكن فارس لم يرد مباشرة، وبقى ينظر إلى منى ببرود وغضب في آن واحد ، كأنما يحاول كبت مشاعره المتضاربة.

في تلك اللحظة، خرج نور من المنزل، ورأى منى. ركض بسرعة للداخل ينادي:
"عمتي منى عادت! عمتي منى عادت!"

لم يمضِ وقت طويل حتى اجتمع الجميع عند الباب. سعد وقف مذهولاً، يحاول استيعاب عودتها بعد كل تلك السنوات.

حسن ابتسم، سعيد بهروبها من رئيس، و عودتها، بينما ياسر و منى كانا غاضبين وخاصة منى التي كان غضبها يعكس مشاعرها تجاه الماضي.

منى كانت تقف أمامهم جميعًا، عيناها تمتلئان بالحقد تجاه رئيس والرجاء في حمايتها، والعبرة تخنق صوتها.

فارس، بعد لحظات من الصمت الثقيل، قال بصوت حازم:
"رحمة!"

رحمة جاءت على الفور، منتظرة أوامره.
نظر إليها فارس وقال بصوت صارم:
"خذي هذه السيدة إلى غرفتك، واهتمي بجروحها."

ابتسم يوسف بتوتر ممزوج بابتسامة أن أخيه لم يطرد أمهما و تنفس الصعداء.
"شكراً، أخي. شكراً جزيلاً..."

بين العدو والأخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن