في الردهة خارج غرفة فارس، خرج نور بخطوات خفيفة،بعد أن رأى نور كيف تطورت علاقة الأخوين وكم كانت سعيد بذلك ، ليجد فؤاد قادماً.
ابتسم فؤاد واقترب منه، وقبل رأسه بحنان، ثم قال بسؤال يشوبه القلق:
"كيف دراستك، يا نور؟ سامحني عن اختفائي هذه الأيام، كنت مشغولًا جدًا بسبب إصابة فارس."ابتسم نور بهدوء وأجاب بتفهم:
"لا بأس يا أخي."ثم، وكأنه يتذكر شيئًا بحماس، أضاف:
"أتعلم؟ يوسف وأخي فارس... علاقتهما تطورت جدًا! أصبحا أخوين بحق الآن..كما أنا وأنت."ابتسم فؤاد بفخر وكأنه ينتظر هذا اليوم منذ زمن. ولكن، قبل أن يرد، جاء صوت ياسر، مستهزئًا ومتهكمًا، مكررًا كلام نور بسخرية:
"أصبحوا أخوين بحق؟ يا للفرحة العارمة!"لكن ياسر، بدلاً من أن يهدأ، انفجر في عصبية واضحة، قائلاً:
"لماذا أنت سعيد هكذا هااا؟ "رد نور بحدة، وقد بدا واضحًا أنه لا يريد أن يتحمل تهكمات ياسر أكثر:
"أنا سعيد لأنني أحب يوسف و أخي فارس وأريد لهما الخير... ثم أنت، ما الذي يزعجك؟ ما شأنك أنت؟!"تقدم ياسر غاضبًا، وضرب نور في كتفه بقوة ارتد نور على إثرها إلى الخلف قليلاً، وكأنها محاولة لإسكاته.
ولكن قبل أن يتمكن من فعل المزيد، تدخل فؤاد بسرعة، ساحبًا نور خلفه ليبعده عن ياسر.
قال فؤاد بلهجة صارمة، نظرته الغاضبة موجهة إلى ياسر:
"توقف يا ياسر..ماذا تفعل أنت!!!. هل يمكنك أن تتحدث بلسانك أولاً بدلاً من يدك هذه؟"لكن ياسر، الذي كان في حالة غضب عارم، رد بازدراء:
"هذا الفتى-" مشيرًا إلى نور-"غير مؤدب، كيف يجرؤ على القول: ما شأني؟"حاول ياسر الوصول إلى نور مرة أخرى، لكن نور، الذي لم يعد يستطيع الصمت، قال بغضب:
"أنا لم أخطئ بشيء! أنت من بدأ "في هذه اللحظة، فقد فؤاد صبره وهو يحاول التفريق بينهما، صارخًا:
"توقفا! ما هذا؟ أنتما تتصرفان كالأطفال!"وسط الفوضى، خرجت جليلة ورحمة على الصوت العالي. وقفت جليلة بثبات، وقالت بصوت قوي وهي تنظر إليهم جميعًا بحدة:
"توقفوا فورًا!"فور سماع صوتها، توقف الجميع كأنما جُمدوا في أماكنهم.
كانت الأجواء متوترة. جليلة، بحدة لسانها المعتادة، تساءلت
"ماذا يحدث هنا؟!!"ياسر، الذي لم يفوّت فرصة للتعليق بتهكم، أجابها بسخرية
"نور رقيق القلب هذا سعيد جدًا بعودة علاقة يوسف وفارس الأخوية الجميلة."

أنت تقرأ
بين العدو والأخ
Short Story((مكتملة)) بدأت ٢٠٢٤/١١/١٩ انتهت ٢٠٢٤/١٢/٣١ في قلب صراع عائلي معقّد ومشحون بالأسرار والمشاعر المتناقضة، تقف العلاقة بين فارس ويوسف كأعمدة متشابكة، تحمل أعباء الماضي وآلام الحاضر. فارس، الرجل القوي والبارد الذي خذلته الحياة وأفقدته الثقة بكل من حوله...