كل شئ بخير

720 59 90
                                    

سقط فارس بين يدي يوسف، ودماؤه تنزف بغزارة، تنساب من جسده إلى يدي يوسف، ليجد نفسه غارقًا في بحر من الفزع.

نظر يوسف إلى يديه، التي امتلأت بالدماء، ولم يستطع فهم ما حدث، إلا عندما أدرك أن الدماء كانت تسيل من  فارس.

"فااااااارس! لاااااااا!"
صرخ يوسف بعجز، وهو يحاول أن يمسك بفارس وهو يسقط بين يديه في حالة انهيار تام.

لم يكن يعرف ماذا يفعل، لكن خوفه من أن يتركه فارس وحيدًا جعله يتشبث به بكل ما أوتي من قوة.
"لااا لاااا لاااا.....لا تتركني ! ليس الآن ...ليس بعد أن وجدتك! أرجوك!"

صرخ وهو يهز جسد فارس محاولًا إيقاظه، بينما كانت كلمات الاعتذار تخرج منه بلا وعي
"أنا آسف، لم أكن أريد.........سامحتك، فقط لا تذهب! أرجوك، ساااامحتك اخي لا تتركني فقط..."

كانت عيناه مليئة بالدموع التي عجز عن حبسها، وعقله يرفض تصديق ما يحدث.
كيف يمكن أن يفقد فارس الآن؟ كيف يمكن أن يرحل بعد كل شيء؟ وهو الشخص الذي أصبح الأمان الوحيد في حياته بعد كل المعاناة التي مر بها.

ولكن بعد لحظات، أغمض فارس عينيه أخيرًا، وكل شيء بدا وكأنه يتوقف حول يوسف.
شعر يوسف بكسر في قلبه، وصرخ بصوت مليء بالخوف والألم:
"ااااااااااخي!!!!!!"
ولكن في تلك اللحظة، لم يسمع سوى صدى صوته.
.
.
.
.
.

في الغرفة البيضاء الهادئة، كان صوت الأجهزة الطبية وصافراتها يملأ المكان برتابة، وكأنها تنبض بالحياة في تناغم مع حياة فارس التي ما زالت تتشبث بالحافة.

كان يستلقي على السرير الطبي، وكتفه الأيمن ملفوف بالشاش الطبي بعناية بعد الإصابة الخطيرة التي تعرض لها.

الأجهزة متصلة بجسده، وتراقب كل حركة، وتقرأ كل علامة حيوية بدقة.

خرطوم الأوكسجين كان يمتد تحت أنفه، يمده بالأوكسجين الذي يحتاجه ليظل على قيد الحياة. الهواء الذي يدخل ويخرج من رئتيه كان الوحيد الذي يواصل تدفقه، بينما كانت عينيه مغلقة في هدوء

كان يوسف يجلس بجانب السرير، ممسكًا بكف فارس الأيسر، يضع رأسه عليه كما لو كان يحاول أن يشعر بنبض قلبه ليطمأن قلبه ولو قليلا .

يتمنى أن يفتح عينيه ويعود له كما كان، كما كان دائمًا،حتى لو قويًا وجادًا ولكن فقط يعود.

على الطرف الآخر من السرير، كانت سلمى تتابع حالته باهتمام، حيث كانت تعمل في المستشفى كطبيبة مختصة، وعلى الرغم من مهنيتها، كان واضحًا عليها القلق الذي تعجز عن إخفائه.

بين العدو والأخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن