مَن أُصيب؟!!

759 58 83
                                    

في منزل سلمى، كان يوسف جالسًا في الزاوية، بينما سلمى كانت تجهز بعض الطعام.

ببطء، وتحت ضغط فضوله، سأل يوسف بصوت هادئ
"هل هناك خلاف بينك وبينه؟"


توقفت سلمى عن العمل للحظة، ثم رفعت عينيها إليه. شعرت بأنها مضطرة للإجابة، حتى وإن كانت مشاعرها مختلطة.
نظرت إليه قليلاً قبل أن ترد بصوت منخفض، "نعم، لقد تركته."


صُدم يوسف من الرد، وتسارعت أسئلته في عقله. "لكن لماذا؟"

سلمى تنهدت بعمق، ثم قالت بصوت هادئ ملئ بالأسى
"بعد ما فعله معك ، اكتشفت أنه ليس فارس الذي اعرفه، شعرت بعدم الأمان، وقررت أن أتركه."


حاول يوسف أن يتنفس بعمق قبل أن يوجه حديثه إلى سلمى، محاولًا أن يجد الكلمات المناسبة ليعبر عما في داخله.
"أنا غاضب منه، لا شك في ذلك,"

قال وهو يحدق في الأرض
"لكن هذا ليس له علاقة بعلاقتكما. كنت أراكما سعداء معا، يبدو أنه وحيد من دونك."

تفاجأت سلمى من كلام يوسف، حيث كانت تشعر بالكثير من مشاعر الغضب والخذلان تجاه فارس، لكن ما قاله يوسف جعلها تتوقف وتفكر.
"لماذا تقول هذا؟"
سألته بتساؤل، وقد بدا عليها الارتباك.


أجاب يوسف بهدوء
"لأنه نادم بشدة على ما فعله، أعرف ذلك،
وأنتِ يجب أن تسامحيه. لأنكِ الوحيدة التي يمكن أن تُعيدي إليه نفسه."


كانت هذه الكلمات تنبع من قلبه، لأنه قد شعر بمدى ندم فارس وصدقه في محاولاته لتصحيح أخطائه.

صمتت سلمى للحظة، ثم سألته بدهشة
"إذا كان هذا ما تعتقده، لماذا لا تسامحه أنت؟"


رفع يوسف رأسه وأجاب بصوت منخفض
"لأن....لأن وضعي مختلف.... أنا... لا أستطيع مسامحته كما تفعلين، الأمور بيننا معقدة جدًا، ولا أستطيع أن أضع نفسي في موقف مشابه مرة اخرى."

كانت كلماته مشحونة بمشاعر متضاربة، فقد كان يريد أن يعطي فارس فرصة اخرى لكن كانت هناك أشياء لم يستطع تجاوزها بسهولة.

نظرت سلمى إلى يوسف في صمت، وكأنها تحاول أن تلتقط خيوط حديثه.
فكرت في كل ما قاله، وكانت تعرف أنه يعني ما يقوله، وأنه ربما كانت هناك أشياء أكثر من مجرد الكلمات التي جعلت يوسف ينظر إلى الأمور بشكل مختلف.

.
.
.
.

عاد فارس إلى منزل سلمى، وقلبه مثقل بالهموم. عندما دخل، وجد يوسف جالسًا على الأرض، رأسه مستلقٍ على قدم الجدة التي كانت تداعب شعره برقة وحنان بالغ.

بين العدو والأخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن