في الصباح وقف فارس أمام النافذة بعد أن انتهى من حمامه، يجفف شعره بمنشفة ويستمتع للحظة بالهدوء في الشقة.
نظر إلى يوسف الذي كان نائمًا بعمق على السرير، وجهه يبدو هادئًا كما لم يره فارس من قبل.
شعر بشيء من الارتياح لرؤية أخيه بهذه الحالة، وكأن وجوده هنا خفف من عبء كبير كان يحمله.
لكن ذلك الشعور لم يدم طويلاً، إذ لفت انتباهه رجل واقف على الجانب الآخر من الشارع.
نظر إليه بتمعن، ملحوظات سريعة خطرت في ذهنه ،وقفته المتوترة، يده التي تلامس خصره من حين لآخر، وكأنه يتحقق من شيء.
شعر فارس بتوتر شديد. فهم فورًا أن ذلك ليس مجرد مراقب عابر، بل شخص أرسله "رئيس".
تراجع بهدوء عن النافذة حتى لا يلفت انتباه الرجل. فكر بسرعة ، يوسف في خطر، ولا مجال للخطأ الآن.
أمسك فارس هاتفه واتصل بحسام، الذي لم يتحدث معه منذ فترة طويلة، تحديدًا منذ حادثة الإيقاف.
حسام (بحماس):
"سيدي! سعيد بسماع صوتك."فارس (مستعجلاً):
"حسام، لا وقت للحديث الآن. لدي مشكلة كبيرة وأحتاج مساعدتك فورًا."حسام (بجدية):
"ما الأمر؟"فارس:
"رئيس أرسل رجلاً إلى هنا. إنه يراقب المنزل منذ البارحة، ومسلح، يوسف معي هنا، وحياته في خطر."حسام (بقلق):
"مسلح؟ هل تأكدت؟"فارس:
"نعم، رأيته بنفسي، والسلاح ظهر في خصره. أريدك أن ترسل ضابطين على الفور إلى هنا.
لا أريدهم أن يثيروا انتباه الرجل، لكن عليهم إخافته بطريقة غير مباشرة ومراقبته لمعرفة وجهته التالية."حسام:
"فهمت. سأتصرف الآن كن حذرًا سيدي،"فارس:
"لا تقلق، شكراً، حسام."
أغلق فارس الهاتف، قلبه ينبض بقوة.
التفت نحو يوسف مرة أخرى، الذي كان ما يزال غارقًا في النوم.
شعر باندفاع عاطفي لحمايته. بالنسبة له، لم يعد يوسف مجرد شاب تحت مسؤوليته؛ كان عليه أن يكون الدرع الذي يحميه مهما كان الثمن.ثم عاد إلى النافذة بحذر، مراقبًا الرجل من بعيد. كان واضحًا أنه يتلقى أوامر عبر الهاتف.
استيقظ يوسف على صوت فارس الهادئ وهو يربت على كتفه ليوقظه.
فتح يوسف عينيه بتثاقل ونظر إلى فارس الذي حاول جاهدًا أن يبدو طبيعيًا رغم القلق الذي يملأ وجهه.

أنت تقرأ
بين العدو والأخ
Short Story((مكتملة)) بدأت ٢٠٢٤/١١/١٩ انتهت ٢٠٢٤/١٢/٣١ في قلب صراع عائلي معقّد ومشحون بالأسرار والمشاعر المتناقضة، تقف العلاقة بين فارس ويوسف كأعمدة متشابكة، تحمل أعباء الماضي وآلام الحاضر. فارس، الرجل القوي والبارد الذي خذلته الحياة وأفقدته الثقة بكل من حوله...