في الصباح الباكر، دخل فارس غرفة يوسف وأيقظه بلطف، لكن يوسف، الذي بدا عليه النعاس الشديد، سأل بصوت متثاقل:
"لماذا علي أن أذهب معك؟ ماذا سأفعل هناك؟"أجاب فارس بحزم، لكن بنبرة لا تخلو من الاهتمام:
"قلت لك لن أتركك هنا وحدك أبدًا.... استيقظ، لقد تأخرنا بالفعل."بعد تناول إفطار سريع، انطلقا معًا إلى الوزارة. عند وصولهما، استقبلهما العقيد إيهاب بابتسامة ودية، ثم توجه إلى يوسف وسأله:
"كيف حالك؟ وكيف فارس معك؟"ابتسم يوسف بخجل وأجاب:
"إنه جيد."نظر فارس إلى يوسف وابتسم بهدوء، دون أن يعلق، وكأن هذه الإجابة البسيطة حملت الكثير بالنسبة له.
ترك فارس يوسف في مكتب العقيد إيهاب
"اجلس هنا ولا تخرج من الغرفة حسنا!؟".يوسف بضجر
"حسنا"انشغل فارس بإجراءات روتينية طويلة بينما شعر يوسف بالملل بعد وقت قصير، فبدأ يتجول في المكتب، ينظر من النافذة تارة، يتفحص المنحوتات الموضوعة على المكتب تارة أخرى، وأخيرًا استلقى على الأريكة مستسلمًا للنوم.
مر الوقت ببطء حتى عاد فارس أخيرًا إلى المكتب ليجد يوسف نائما عاقدا ذراعه تلامس الأرض وقدمه مرفوعه على ظهر الاريكة بطريقه غريبة لترتسم ابتسامه بسيطة ،انتبه فارس إلى العقيد ايهاب وهو ينزل إلى يوسف ليقل بارتباك
" اعتذر ولكن يبدو أنه قد مل وتعب".ذهب إليه فارس بهدوء نادى عليه ،نهض يوسف بسرعة عندما رآه هو والعقيد ايهاب معتذرا عن غفوته تلك
" اعتذر ولكنكما تأخرتما كثيراً ".العقيد بابتسامة
" لا بأس يابني "سلم يوسف على العقيد إيهاب قبل أن يغادر مع فارس .
في السيارة، جلس يوسف مترددًا للحظات، يحاول جمع شجاعته ليطلب شيئًا من فارس. أخيرًا، بصوت خافت يكاد لا يُسمع، قال:
" هل يمكنني طلب شيء؟"التفت فارس إليه بدهشه هل حقا سيطلب منه يوسف أمر
"بالطبع."نظر يوسف إلى الأسفل بخجل
"أنا... أشعر بالجوع."توقف فارس لحظة ونظر إلى الساعة، ليدرك أنها الخامسة مساءً وأن يوسف لم يتناول شيئًا منذ الصباح الباكر.
نفث زفيرًا طويلاً، يشعر بتأنيب الضمير.ظن يوسف أن فارس غاضب من طلبه فانتبه فارس فورًا إلى سوء الفهم، فحرك سيارته قائلا
" بالطبع وأنا أيضًا جائع."

أنت تقرأ
بين العدو والأخ
Short Story((مكتملة)) بدأت ٢٠٢٤/١١/١٩ انتهت ٢٠٢٤/١٢/٣١ في قلب صراع عائلي معقّد ومشحون بالأسرار والمشاعر المتناقضة، تقف العلاقة بين فارس ويوسف كأعمدة متشابكة، تحمل أعباء الماضي وآلام الحاضر. فارس، الرجل القوي والبارد الذي خذلته الحياة وأفقدته الثقة بكل من حوله...