سفر

635 52 56
                                    


في الغرفة، كان فارس ينفض الأتربة عن وجه يوسف وملابسه، لكن الغضب كان واضحًا في نبرته ولمساته.

فارس (بعصبية): كيف تسمح لهؤلاء الحمقى أن يسخروا منك؟ كيف تتركهم يعاملوك بهذه الطريقة؟


كان يوسف يقف بصمت، يحاول تجاهل صراخ فارس، لكنه فجأة انفجر بصوت عالٍ، وكلماته كانت كسهم أصاب فارس مباشرة

"لماذا كل هذا الغضب!!؟ أليس ياسر محقًا!!؟
بالطبع سيتجرأون على السخرية مني! إذا كان أخي نفسه قد سخر مني وجعلني أبدو كالأحمق، فلماذا تلومهم الآن!!؟"

تفاجأ فارس من ردة فعل يوسف للحظة، شعر بالعجز أمام هذا الغضب المكبوت...
لكن يوسف لم يتوقف:


يوسف (بعينين ممتلئتين بالألم)
" لماذا تغضب؟ دعهم يفعلون ما يريدون...
أنا لا أحتاجك ولا أحتاج لأحد!"


تحرك يوسف لكن فارس أمسك بذراع يوسف بقوة ليوقفه.

فارس (بحزم)
"أنا أتحدث معك!!!
توقف عن هذا الكلام الآن!"


لكن يوسف، بعينين تملأهما الغضب، نفض ذراعه من قبضة فارس وصاح:
"

ولماذا أتوقف؟ هذه هي الحقيقة، فارس. أنا وحيد. لا أب، لا أم، ولا أخ. أنت؟ أنت آخر شخص يمكن أن يتحدث عن الحماية."


كانت كلمات يوسف كالطعنة في صدر فارس، لكنه لم يستسلم. صوته أصبح أكثر هدوءًا، لكن عينيه كانت تفضحان انكساره:
"

أنت لست وحدك، يوسف....أنا هنا."

لكن يوسف انفجر ضاحكًا، ضحكة مليئة بالسخرية واليأس:
"

فارس، لا داعي لتكرار المسرحية. أنا لم أعد مغفلًا لأصدقك."

جلس فارس على الكرسي، يمرر يده على شعره كأنه يحاول البحث عن الكلمات المناسبة. أخيرًا، قال بصوت مكسور:
"

حسنًا، يوسف. أنا أخطأت. هل هذا ما تريد سماعه؟ لقد ارتكبت خطأً كبيرًا بحقك. خسرتك وخسرت سلمى بسبب ما فعلته. لكن أعطني فرصة، فرصة واحدة فقط، كي أصحح خطئي."

تجمد يوسف في مكانه، نظراته مليئة بالصدمة. لم يكن يتوقع أن يسمع تلك الكلمات من فارس. لكنه سرعان ما عاد إلى دفاعاته قائلا بسخرية

" تطورت كثيرًا،سيد فارس. أداؤك أصبح أكثر إقناعًا. لكني لست مغفلًا لأسقط في فخك مجددًا."

بين العدو والأخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن