فصل السابع

386 11 15
                                        

كانت في حالة قد غلبها التناثر و التبعثر و فجاءة قد كحلت الدنيا أمام بصيرتها فضاعت بين مواجدها هلوعة و حينها كل ما إبتغته هو النجاة قبل أن يرونها رجال قريتها و هي  تقابل  رجل أجنبي عليها. الرعشة قد أرعدت أركان جسدها و أتاهت فكرها في ضياع فلفت بوجهها يمينا يسارا لعلها أن تجد ما يعتق رقبتها و ينهي هواجسها، لكن الهواجس كانت تتفاقم على سريرتها كلما أصاغت أذانها إلى حديث الرجال و هم على مقربة شديدة منها

خرير مياه النهر قد انفثأ البَلِيَّة و كان بمثابة رباط إنجاد سينتشلها من الكرب الذي لف على أرجاءها، فما إن قرع على مسامعها خرير النهر و دون أن تمنح لنفسها ندحة تفكير حتى رمت بجثمانها في المياه دون هوادة أو تأني

و بالرغم من أن القرس  قد كسا العراء و أثلج  عُباب النهر بصعقته و ٱشتدت الوابل، لم تكن تكثرت إلى البرودة التي تَنَمست جلدها متخللة إلى أوصالها كالسم ينغزر في عروقها، كل ما هب كالعجاج بعقلها و عصف بطوايا ذهنها هو تخليص نفسها من  المَآل معبأ بهلاك الذي كان على وشك الخسف بدنياها

لفت بها المياه الصعيقة تنفذ بين خبايا جسدها تصيبها بآفَة سقيمة و شعور بسكاكين تنغرز على جلدها قد هب يخالجها، إلا أنها لم تأبه فبالنسبة لها جحيم مياه الشبمة قد كان ألمها نعيما بما كان سيحصل لها لو رأها رجال قريتها.

أنفاسها قد طفقت تسبل منها بتَرَوِّي و تمهل و الشعور بالإختناق قد إستهل بتدرج على دواخلها قابضا على جيدها حتى لم تعد لها المقدرة في أن تلبث و لو لهنيهة وسط المياه،  إلا أنها أعرضت في أن تزوح عن غور النهر و إستسلمت للموت الذي أحست به يعتليها سالبا روحها، أسبلت رموشها على أعيونها و أرخت بجسدها في المياه مُنْقَادة للموت التي أحاط بها مستسلمة لمصيرها الذي كان هين لها و رحمة من أن يبصرها رجال قريتها

و ما إن خضعت لمَغَبَّتها بروح كظيمة حتى شعرت بيدين فولاذتين تطوق خاصرتها منتشلة إياها من جحر الحتف الذي ينترها إليه. شهقة إنجاء و حياة قد فرت من فوهها و الحياة تعود تدب على روحها  و ترجع لها أنفاسها

تنهيدات حَثِيثة تفر من ثغرها و تنفسها قد بات سريعا و هو يزفر منها، و كأنها كانت تركض لأميال دون توقف، شهقاتها تتعالى للأفق و قلبها يكاد ينفجر بين أضلعها، أعيونها بدت مجحوظة و هي تدحرجها على الأرجاء بخيفة و هلع و ظلت على حالها فقط تنظر حولها بتوجس و الشحوب قد خيم على معالمها مرعوبة، و ما هي إلا هنيهات مضت حتى أدركت على نفسها أنها بين أحضان شخص أو بالأحرى رجل

و كأن الزمن حولها قد توقف مع إِبَاء نبضات قلبها على خفق، الصدمة التي حلت على مواجدها كانت كالجحر الذي ابتلع هلعها و رعبها و باتت كفتاة قد سحبت روحها لتو، البرق الذي عصف بها دعاها تنسى مخاوفها التي رمت بها إلى ثالثة الأثافي قبل هنيهات و الآن كل ما يكسوها هي البَرْقَة التي تسلب أنفاسها بريث، و كل ما يجول بخاطرها أنها بين ذراعي رجل

Vous avez atteint le dernier des chapitres publiés.

⏰ Dernière mise à jour : May 06 ⏰

Ajoutez cette histoire à votre Bibliothèque pour être informé des nouveaux chapitres !

لأجليOù les histoires vivent. Découvrez maintenant