في تلك اللحظة، خرجت ريم وعبير على صوت صراخ فارس، وتوجهتا نحو البهو بسرعة.
نظرتا إلى المشهد أمامهما، فارس ممسك بذراع يوسف بعصبية، وملامح يوسف مليئة بآلام والتوتر.
نظرت ريم باستنكار وسألت:
"سيد فارس! ما الذي يجري هنا؟ لماذا تصرخ هكذا !!؟ اترك ذراعه!!"أما عبير فوجهت سؤالها إلى يوسف:
"ماذا حدث؟ لماذا السيد فارس غاضب هكذا؟"وقفت جليلة بجانب الباب مع ياسر، وكلاهما يبتسمان بخبث، وكأنهما يحتفلان بنجاح خطتهما في إشعال فتيل الأزمة.
بدأت عبير حديثها بحدة موجهة كلامها إلى فارس:
"ما الذي يحدث!؟ كيف يمكن أن تغضب بهذا الشكل على أخيك؟! هل هذه هي طريقتك في التعامل مع يوسف؟"تجمد فارس في مكانه، وشعر وكأن الكلمات تخنقه.
حاول تبرير موقفه، لكنه كان مرتبكًا للغاية.
قال بصوت منخفض:
"لم أقصد... الأمر ليس كما يبدو. كنت فقط... كنت غاضبًا."لكن ريم، التي كانت تقف بجانب عبير، قاطعته قائلة بحدة:
"لا تحاول التبرير، سيد فارس. ما حدث واضح تمامًا، ولا يحتاج إلى أي توضيح."عبير، التي كانت أكثر حزماً، أكملت:
"سيد فارس، ما حدث لن يمر مرور الكرام. سنكتب تقريرًا بذلك إلى اللجنة.
من الواضح أن هناك مشكلة حقيقية هنا."نظر فارس إلى الأرض بملامح ممتلئة باليأس والإحباط، وكأن الحياة تسحب منه كل ما يملكه.
يوسف، الذي شعر بالخوف من تطور الموقف، نظر إلى وجه فارس المصاب بالإحباط، وبدون تفكير ركض نحو عبير وريم، ووقف أمامهما قائلاً بصوت مليء بالإصرار:
"انتظرا!ارجوكما!... لدي ما أقوله.
يجب أن تسمعاني أولاً!"توقفت عبير وريم، ونظرتا إلى يوسف بترقب. عبير رفعت حاجبيها وسألته:
"وما الذي تود قوله يا يوسف؟"تنفس يوسف بعمق وقال:
"ما حدث.... قد تم فهمه بطريقة خاطئة....اخي لم يكن يقصد أن يغضب عليَّ بهذه الطريقة، كل ما في الأمر أن هناك سوء تفاهم."لكن عبير لم تقتنع بسهولة، وقالت بنبرة مليئة بالشك:
"حقًا، يوسف؟ هل أنت متأكد؟ يبدو لي أنك تخاف من السيد فارس بشدة لدرجة أنك لا تجرؤ على الاعتراف بما يفعله بك."في تلك اللحظات المتوترة، طلب يوسف بهدوء:
"أريد عشر دقائق فقط، وبعدها يمكنكم فعل ما تشاؤون."قالها بنبرة هادئة لكنها مليئة بالعزم، كأنّه يريد أن يوضح شيئًا مهمًا.

أنت تقرأ
بين العدو والأخ
Short Story((مكتملة)) بدأت ٢٠٢٤/١١/١٩ انتهت ٢٠٢٤/١٢/٣١ في قلب صراع عائلي معقّد ومشحون بالأسرار والمشاعر المتناقضة، تقف العلاقة بين فارس ويوسف كأعمدة متشابكة، تحمل أعباء الماضي وآلام الحاضر. فارس، الرجل القوي والبارد الذي خذلته الحياة وأفقدته الثقة بكل من حوله...