وفجأة، ابتسم يوسف ابتسامة واسعة ومشرقة، لم يرها فارس من قبل، فتح ذراعيه كطفل صغير ينتظر عناق أخيه وقال بحماس:
"أخي.... أهلاً بك! لقد اشتقت إليك!"لم تكن الكلمات متوقعة أبدًا. فارس الذي تجمد في مكانه، عيناه تحدقان بيوسف الذي كان ينظر إليه بمحبة غير مشروطة. في تلك اللحظة، شعر فارس وكأن الزمن توقف، وكأن كل القسوة والكره اتجاه يوسف قد ذابت.
تقدم فارس بخطوات مترددة نحو يوسف، واحتضنه بحذر، غير مصدق لما يحدث.
يوسف، على عكسه، رمى ذراعيه حوله كطفل مدلل يعانق أخاه الذي افتقده.جليلة، بصوت خافت مليء بالصدمة
"ماذا... ماذا يحدث؟"اللجنة تبادلت النظرات مجددًا، بينما سلمى وقفت مذهولة، عاجزة عن تفسير ما تراه.
يوسف، بعد أن أبقى رأسه على كتف فارس لبضع لحظات:
"أحبك أخي..."شعر فارس بغصة في حلقه، كانت نظراته تتناقل بين الموجودين...ليبتعد عن يوسف بهدوء وهو يحاول أن يتقن التمثيل كما يفعل يوسف ، ليربت على كتفه بابتسامة مترددة.
كانت تلك اللحظة تحمل دفئًا غريبًا لم يعتد عليه أحد في المنزل.
خطة جليلة انهارت تمامًا، وسلمى شعرت بشيء من الشك، فهي لم تكن واثقة مما إذا كانت كلمات يوسف هي الحقيقية أم هي بدافع خوف.
رحّبت السيدتان بفارس بابتسامة مصطنعة، فردّ فارس بابتسامة باهتة تخفي توتره.
سألته السيدة ريم، بنبرة جدية:
"ما الأخبار يا سيد فارس؟"قبل أن يجيب فارس، تدخل يوسف فجأة بنبرة دفاعية حتى ينبه فارس:
"لقد أخبرتكما منذ قليل، كل ما قيل عن أخي كذب. ما حدث كان مجرد حادثة بسيطة."لكن السيدة عبير، ابتسمت وقالت بهدوء:
"ومع ذلك، نود أن نستمع منك مباشرة يا فارس."تظاهر فارس بالثبات وقال:
"كانت حادثة فقط، لا أكثر."وجهت ريم سؤالاً ليوسف، متجاهلة فارس:
"هل تعرضت لأي عنف من أخيك قبل الحادثة؟"تبادل يوسف وفارس نظرات مشحونة بالتوتر، ثم نظر يوسف إلى جليلة، وكأنها مصدر الإجابة، ثم عاد ليبتسم قائلاً بثقة:
"هذا غير صحيح. لو تمنيت أخاً في حياتي، لم أكن لأتمنى أفضل من اخي .. إنه حنون جداً ...و...يحبني."لتنتابه غصة في اخر مقطع وتدمع عيناه رغما عنه لتتعجب السيداتان وتسأله عبير
"لماذا تبكى يا يوسف هل هناك ما تخفيه!؟"وكم كانت جليلة سعيدة ليخبرها يوسف الذي مسح عيناه بلطف
"يعني تذكرت مواقفه معي في الأيام السابقة وكم كان حنونا معي ".

أنت تقرأ
بين العدو والأخ
Short Story((مكتملة)) بدأت ٢٠٢٤/١١/١٩ انتهت ٢٠٢٤/١٢/٣١ في قلب صراع عائلي معقّد ومشحون بالأسرار والمشاعر المتناقضة، تقف العلاقة بين فارس ويوسف كأعمدة متشابكة، تحمل أعباء الماضي وآلام الحاضر. فارس، الرجل القوي والبارد الذي خذلته الحياة وأفقدته الثقة بكل من حوله...