أمي!

630 48 92
                                    

غادر فارس المنزل تاركًا وراءه يوسف وفؤاد، والأجواء المتوترة التي لم تفرج عن أسرارها بعد.


جلس فؤاد بجانب يوسف يحمل طبق الشوربة الدافئة، مبتسمًا برفق، وقال:
"يوسف، لماذا لا تأكل؟ معدتك بحاجة للطعام حتى لو شعرت بالغثيان."

رد يوسف بصوت متعب:
"لا أستطيع. أشعر وكأنني سأرغب بالتقيؤ إذا أكلت."

ربت فؤاد على كتفه بحنان، وقال
"جرب قليلاً فقط، وإذا شعرت بالغثيان توقف، لكن جسمك بحاجة للطاقة."

وافق يوسف بتردد، وبدأ فؤاد يُطعمه الشوربة وبعض قطع الدجاج بلطف، وكأنه يتعامل مع طفل. كان الجو مليئًا بالهدوء، إلى أن نظر يوسف إلى فؤاد بحزن وقال:
"لو كنت أخي..."

توقف فؤاد للحظة، مذهولًا من كلمات يوسف الذي يعلم أنه يحتاج حقا للدعم في هذا الوقت،
لكنه سرعان ما ابتسم وقال بصدق:

"أنا أخوك، يا يوسف، رغماً عنك وعن فارس.
لكن يجب أن تعلم شيئًا، فارس أيضًا أخوك، وقد كان قلقًا عليك بشدة.
هو مجروح، وما مر به يجعله يظهر قاسيًا، لكنه ليس كذلك.
أنا أعرفه أكثر من أي شخص، وأعلم أن خلف قناع القسوة، فارس يمتلك قلبًا رقيقًا."

لكن يوسف، بعينيه المثقلتين بالحزن، لم يظهر اهتمامًا كبيرًا بالكلام.
تناول بضع ملاعق من الطعام بصمت قبل أن يبعد الملعقة جانبًا وقال:
"شكرًا، لكنني شبعت الآن... حقا أشعر أن معدتي ليست بخير."

أومأ فؤاد بتفهم وأعطاه الدواء بهدوء.
وبينما يوسف يتناول الدواء، سأله بتردد:
"اخي فؤاد، ما الذي حدث لي؟ كيف أصبت؟"

تردد فؤاد للحظة، لكنه اختار جوابًا مبسطًا:
"كان مجرد حادث،  قدمك انزلقت من على الدرج وسقطت. لا تقلق، الأمور الآن بخير."

قبل أن يرد يوسف، دخل حسن إلى الغرفة بابتسامته الهادئة، وسأل:
"كيف حالك يابني الآن؟"

ابتسم يوسف بخجل، بينما وقف فؤاد وترك الغرفة قائلاً:
"أترككما لتتحدثا."

جلس حسن على الكرسي بجانب السرير، ونظر إلى يوسف بحنان، كأنه يريد أن يطمئنه أن كل شيء سيكون على ما يرام.

أمسك حسن بوجه يوسف بحنان ومسح على رأسه قبل أن يطبع قبلة دافئة عليه.
ثم قال بحزم ممزوج بالابتسامة:
"يوسف، أنا عندي اتفاق معك، لكنه يجب أن يكون سرا بيننا، حسنا!؟"

تعجب يوسف، وظهرت الحيرة في عينيه، لكنه وافق بسرعة قائلاً:
"ما هو الاتفاق؟"

بين العدو والأخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن