فضيحة

620 46 55
                                    


ما هي إلا ساعات قليلة، حتى انتشرت الصورة التي تم التقاطها ليوسف وهو يرقد في السرير تحت عنوان
"متى ينتهي التعنيف في بيوتنا؟"،
بينما كان العنوان الآخر يحمل كلمات
"ضابط ينتقم من أخيه"، مصحوبة بصور لتهجم فارس على الصحفية مريم.

سرعان ما أصبحت الصورة التي أظهرت يوسف مغطى بالضمادات رمزا للألم والتعاطف،
ومع العناوين التي رافقتها، أصبحت القضية حديث الساعة.

الصحف والمواقع الإخبارية تلاحق القصة، وكل زاوية من زوايا القضية كانت تُعبّر عن حالة من الصدمة والغضب في المجتمع.

كان فارس جالسًا في الخارج، أمام غرفة يوسف، وعيناه معلقتان في الأرض وكأنما يحاول أن يهرب من أفكاره المزعجة.

كان فؤاد إلى جانبه، يراقب صمته الطويل وكأنهما يعلمان أن الكلمات بينهما صارت ثقيلة. أخيرًا، كسر فؤاد الصمت وسأله:
"ماذا حدث؟"

أجاب فارس بتردد
"لا شيء... مجرد حادث."

لكن فؤاد لم يكن مقتنعًا، نظر إليه بعينين فاحصتين:
"عزلك عن الجميع خطأ، يجب أن تتحدث، يجب أن تجد مخرجًا.
هل نسيت عندما كنت تحكي لي كل شي عندما كنا صغار؟"

تنهد فارس بعمق، وابتعد بنظره بعيدًا عن فؤاد، ثم قال بصوت منخفض:
"كان يهرب، ورأيته... كان سيسقط.
أنقذته، لكني غضبت، وقررت أن أخذه إلى المخزن. خاف بشده....دفعني، واختل توازنه... فسقط."

مسح فؤاد وجهه بحزن، ثم قال بصوت خافت:
"الصحافة مترصدة، وأنت تعلم ماذا يعني ذلك."

انتبه فارس عند سماع رنين الهاتف، وعندما رأى اسم "العقيد إيهاب" يظهر على الشاشة، شعر بشيء من التوتر الذي لا يستطيع التخلص منه.

نهض من مكانه بسرعة، وكان يعلم أن المكالمة ستكون محورية في هذا الوقت العصيب.
انسحب فؤاد بهدوء ليتركه وحده مع الاتصال، ودخل إلى غرفة يوسف.

"مرحبًا، سيدي"
أجاب فارس محاولًا إخفاء القلق في صوته.

"أخبار الصحافة، هل هي صحيحة؟"
سأل إيهاب بصوت جاد.

فارس أخذ نفسًا عميقًا، وأجاب بسرعة،
"لا، ليس كما تقول الصحافة. لم يكن لي أي دور فيما حدث."

لكن إيهاب لم يبدُ مقتنعًا.
"الوزارة مستاءة جدًا، وفريق من جمعيات حقوق الطفل لا يتوقفون عن الاتصال.
يتعاملون مع يوسف على أنه قاصر، لأنه لم يبلغ السن القانوني بعد.
الوضع خطير، وهم يخططون لإرسال لجنة من جمعية حقوق الطفل إلى منزلكم للتحقيق والتأكد أنه لا يتعرض للتعنيف."

بين العدو والأخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن