جلس يوسف على طرف السرير، يمسح دموعه بكفه بفوضويه ،وكان فؤاد يجلس بهدوء يحاول استيعاب مشاعر يوسف.
يوسف (بصوت مخنوق من القهر):
"هو يتعمد إهانتي أمام الجميع... نعم أخطأت بما فعلته أمام الصحافة.... ونعم قد تم إيقافه عن العمل بسببي، لكن لماذا لا يرى أنه هو من بدأ؟ هو من خدعني!"(فؤاد يرفع حاجبيه بدهشة ويستفهم بلطف):
"خدعك؟ لم أفهم، كيف خدعك؟"(يوسف يتردد، يرفع رأسه قليلاً وينظر إلى فؤاد، عينيه مليئتان بالصراع. لكنه يشعر بحاجة ماسة إلى البوح.)
يوسف (بصوت مجروح):
"أوهمني أنه تقبلني... جعلني أشعر أنه... ربما أخيرًا سأكون جزءًا من هذه العائلة.
لكن بعدها سمعت ما قاله لسلمى، قال إنه يخدعني وأنه يفعل ذلك من أجل التوقيع ، لم أستطع تحمل ذلك... فقررت أن أنتقم منه."تنهد فؤاد بعمق، يحاول تهدئة يوسف.
يجلس معتدلًا ويضع يده برفق على كتف يوسف، ينظر إليه بحنان واهتمام.
وبصوت هادئ:
"يوسف، أنا لا أريد الدفاع عن فارس، وأعلم أنك تحملت الكثير. لكن دعني أخبرك بشيء عنه... قد يساعدك على فهمه قليلاً."نظر يوسف إلى فؤاد بترقب، وكأنه يبحث عن تفسير لما يحدث.
"فارس... كان شديد التعلق بوالدته. كانت هي عالمه، الشخص الوحيد الذي شعر معه بالأمان. وعندما رحلت فجأة، لم يكن يستطيع فهم السبب. لقد شكل ذلك رحيلها صدمة كبيرة له، تركته مكسورًا."تنهد يوسف بصمت، ينظر إلى الأرض بينما يكمل فؤاد حديثه.
"لم يكن الأمر سهلًا عليه. في المدرسة، في القرية... الكل كان يهمس خلف ظهره، يقولون إنه السبب في هروبها، أو أنها هربت لأنها أحبت شخصا اخر، تعرض للتنمر، حتى اضطر هو ووالده لمغادرة القرية.
جرح رأسه؟ كان بسبب ياسر، الذي كان يسخر منه دائمًا. كانوا أطفالًا، لكن الألم بقي."شعر يوسف بمزيج من الحزن والتعاطف.
يفكر في كلام فؤاد، لكنه لا يستطيع إيقاف السؤال الذي يلاحقه..منذ أن علم بالأمر من نور.
" لماذا تركته أمي؟ هناك شيء خاطئ... أعرف أنها لم تكن لتفعل ذلك من تلقاء نفسها. لابد أن هناك سرًا."فجأة، يفتح الباب ويدخل سعد بخطوات ثابتة. يقف فؤاد بسرعة احترامًا لعمه.
سعد بنبرة جادة
"فؤاد، أريد الحديث مع يوسف وحدنا."نظر يوسف بفزع إلى فؤاد، يمسك بيده وكأنه يستنجد به. ربت فؤاد على كتفه لطمأنته قبل أن يخرج بهدوء.
ما إن اغلق فؤاد الباب، جلس سعد على كرسي أمام يوسف، يشير له بالجلوس.
يجلس يوسف ببطء، يحاول أن يبدو هادئًا رغم توتره الواضح.

أنت تقرأ
بين العدو والأخ
Short Story((مكتملة)) بدأت ٢٠٢٤/١١/١٩ انتهت ٢٠٢٤/١٢/٣١ في قلب صراع عائلي معقّد ومشحون بالأسرار والمشاعر المتناقضة، تقف العلاقة بين فارس ويوسف كأعمدة متشابكة، تحمل أعباء الماضي وآلام الحاضر. فارس، الرجل القوي والبارد الذي خذلته الحياة وأفقدته الثقة بكل من حوله...