في غرفة المعيشة، تجلس جليلة وياسر على الأريكة. ملامح السعادة واضحة على وجهيهما، وكأنهما يشاهدان مسرحية ممتعة.
جليلة (بابتسامة ماكرة):
"يبدو أن خطتنا ستسير بسلاسة أكثر مما توقعنا. لا حاجة لزرع الشقاق بين الإخوة... فارس يقوم بالمهمة عنا."ياسر (يضحك بخفوت):
"فارس عنيد كعادته، ولا أحد يجرؤ على الوقوف في وجهه. يوسف الآن هدف سهل... يمكننا أن نستمتع قليلاً دون القلق من فارس."جليلة (بابتسامة واسعة):
"لكن احذر، لا تفرط في اللعب بالنار."هز ياسر رأسه بثقة وهو ينظر إلى السقف وكأنه يفكر في خطواته القادمة.
.
.
.
.حلّ الليل، والقرية تغرق في سكون ثقيل، لا يُسمع سوى صوت الرياح الخفيفة والحشرات المتناثرة هنا وهناك.
في المخزن المظلم، يجلس يوسف في زاوية الغرفة، يحتضن نفسه بخوف، محاولاً تهدئة أنفاسه.
كانت عيناه تأقلمتا تدريجيًّا مع الظلام، لكنه بدأ يلاحظ حركات صغيرة في أرجاء الغرفة.
يحدّق بتوتر، ليدرك أن فأرًا صغيرًا يتحرك على الأرض، ينبض قلبه بشدة.لكن صوت حفيف آخر يجذب انتباهه، ويلمح فأرًا ثانيًا يتحرك قريبًا من صندوق خشبي قديم.
يبدأ بالخوف أكثر .يوسف (بهمس يائس):
"يا إلهي... ما هذا؟! ليس هنا... لا أستطيع."ينهض مرتجفًا، محاولًا الابتعاد عن الجدران حيث الفئران تتحرك بلا توقف.
دموعه تتجمع في عينيه، وقدماه بالكاد تحملانه. ثم فجأة، يركض نحو الباب ويبدأ بالطرق عليه بجنون، صوته يعلو شيئًا فشيئًا."افتحوا الباب! أرجوكم! فارس! افتح الباب الآن!"
يزداد صوته حدةً وذعرًا، ويضرب الباب بكل قوته بيديه المرتعشتين.
يوسف (بصوت مذعور):
"هناك فئران هنا! أنا لا أستطيع! تعلم اني اخافهم فاااارس، أرجوك أخرجني من هنا!"يحاول أن يتراجع قليلاً عندما يسمع حفيف فأر يقترب من قدميه.
ينظر حوله برعب، ثم يعود إلى الباب ليضربه بقوة أكبر.يوسف (بصوت مختنق بالبكاء):
"فارس! عمي! أي أحد! أخرجوني من هنا أرجوكم!"دموعه تنهمر على وجنتيه منهارا
"أنا آسف فااارس! أخرجوني! لا أستطيع البقاء هنا! أرجوكم، هناك فئران!"

أنت تقرأ
بين العدو والأخ
Short Story((مكتملة)) بدأت ٢٠٢٤/١١/١٩ انتهت ٢٠٢٤/١٢/٣١ في قلب صراع عائلي معقّد ومشحون بالأسرار والمشاعر المتناقضة، تقف العلاقة بين فارس ويوسف كأعمدة متشابكة، تحمل أعباء الماضي وآلام الحاضر. فارس، الرجل القوي والبارد الذي خذلته الحياة وأفقدته الثقة بكل من حوله...