شقاق

592 37 85
                                    

يوسف (بصوت هادئ وقوي):
"نعم، لدي ما أقوله. فارس كاذب. رئيس لم يرتكب أيًا من الجرائم التي يدعيها."

ساد القاعة صمت ثقيل، بينما اهتزت الكاميرات لالتقاط اللحظة. فارس ارتجفت يداه قليلاً، لكنه حاول إخفاء اضطرابه.

يوسف (يكمل):
"الحقيقة أن فارس يفعل هذا بدافع الانتقام. ليس لأن رئيس مذنب، بل لأنه يكرهه. لماذا؟
لأنني ابن رئيس... وفي الوقت ذاته، انا أخو فارس من أمه."

ضجت القاعة بصوت الكاميرات وهمسات الصحفيين، بينما ارتفعت صيحات المفاجأة من بعض الحاضرين.

يوسف (بحدة):
"فارس لم يتحمل هذه الحقيقة، أراد الانتقام من رئيس... واستغلني كوسيلة لتحقيق ذلك."

فارس كان في حالة صدمة، عيناه متسعتان وهو ينظر إلى يوسف، الذي بدا وكأنه شخص مختلف تمامًا عن الفتى الذي اعتاد رؤيته الأيام السابقة.

القاضي (بصوت حازم):
"هدوء في القاعة!"

يوسف تراجع خطوة إلى الوراء، ولم ينظر مرة واحدة نحو فارس.
كان يعلم أن كل كلمة قالها كانت كسكين يغرسها في قلب فارس، لكنه اختار أن يكمل طريقه، مهما كانت العواقب.

كانت القاعة تعج بالهمسات، والكاميرات تلتقط كل تفصيل، وفلاشاتها تضيء الوجوه المتوترة.
جلس الصحفيون يكتبون بسرعة، ينقلون ما حدث، بينما وقف فارس مكانه، مصدومًا مما يسمعه.

عجزت الكلمات عن الخروج من شفتيه، وكأن الزمن توقف.
عيناه مسمرتان على يوسف، الذي وقف بثبات أمامه، وقد تعمد أن يحطم كل شيء.

فلاش الكاميرات يضيء وجه فارس المصدوم.

أخذ فارس نفسًا عميقًا، لكنه شعر بالغضب يتصاعد داخله كبركان على وشك الانفجار.
خطى بضع خطوات نحو يوسف، نظر في عينيه مباشرة، ولم يكن في عينيه سوى الغضب والخيانة.

فارس (بصوت خافت، لكنه ممتلئ بالحنق):
"أحسنت عملاً يا يوسف... لقد دمرتني."

يوسف لم ينطق بكلمة، لكن عينيه لم تهرب من نظرة فارس، أراد أن يبدو قويًا.

.
.
.
.
.

في منزل العائلة، فتح فارس الباب بعنف، وهو يجر يوسف من ذراعه بقوة أمام الجميع.

يوسف لم يقاوم، لكن عينيه امتلأتا بالدموع المكبوتة والغصة الصامتة.

وصل فارس إلى غرفته، ثم دفع يوسف بقوة ليسقط على الأرض.

بين العدو والأخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن