بعد الاتفاق على رحلة مدينة الالعاب ارتدى فارس سترته، أشار ليوسف بالبقاء في الشقة، قائلاً بلهجة مختصرة:
"لا تخرج. سأعود لاحقاً."
ثم فتح الباب لسلمى وغادر معها.في الطريق، حاولت سلمى كسر صمت فارس بسؤالها:
"هل ستظل تتعامل مع يوسف بهذه الطريقة؟ أليس من الأفضل أن تُظهر له بعض اللطف؟"أجابها فارس دون أن ينظر إليها:
"ذهني مشوش بسبب الجلسة ،ما يهمني الآن هو أن يفعل ما يجب عليه في الجلسة،ثم ننظر في طريقة تعاملي معه."عندما وصلا إلى بيت جدتها، استقبلتهم الجدة بابتسامة دافئة.
سلم فارس عليها بكل احترام، وقبّل يدها قبل أن يودع سلمى ويعود إلى سيارته.جلس فارس في السيارة لبرهة، يتنفس بعمق قبل أن يخرج هاتفه ويتصل بالعقيد إيهاب
" مرحبا سيدي "ايهاب
" اهلا فارس ، كيف تسير الأمور".فارس
"بخير سيدي ، يوسف سيحضر الجلسة ويعترف على رئيس ويوقع على الورقة "إيهاب
"ممتاز ،ستحضر الصحافة ،اتمنى أن تسير الأمور بشكل جيد...هيا وداعا".أنهى إيهاب المكالمه ونظر فارس إلى أمامه قليلا يفكر فيما سيحدث ليشغل سيارته منطلقا نحو عمله.
.
.
.في المساء عاد فارس إلى الشقة متأخراً، كأنه لا يرغب بالعودة إلى البيت ويلتقي بيوسف.
فتح الباب بهدوء، ليجد يوسف نائماً على طرف السرير، منكمشاً على نفسه كأنه يحاول ألا يشغل مساحة كبيرة، وكأنه يخشى أن يزعج فارس حتى في نومه.
توقف فارس عند عتبة الغرفة، ينظر إلى يوسف بتمعن، بدا الفتى صغيراً وضعيفاً.
بينما كان فارس يتأمله، تهاوت عليه ذكريات الماضي كالسيل.
فلاش باك
صبي صغير، بالكاد يبلغ الثانية عشرة، يقف في زاوية غرفة مضاءة بنور خافت.
عيناه مغرورقتان بالدموع، يسأل والده بصوت متقطع:
"أين أمي؟ لماذا تركتنا؟ هل فعلتُ شيئاً خاطئاً؟"يتحرك والده نحوه بخطوات غاضبة، يمسكه من كتفيه بقوة تكاد تؤلمه، ثم يصرخ:
"أمك خائنة! هربت وتركتنا لأنها لا تحبك. لا تسأل عنها مرة أخرى!"يقف الطفل في صمت، عاجزاً عن الرد. الشعور بالخذلان ينهش قلبه الصغير.
نهاية الفلاش باك
عاد فارس إلى الحاضر، يرمق يوسف بنظرة مليئة بالحقد ولكنه حاول تمالك نفسه.
.
.
.
.
.

أنت تقرأ
بين العدو والأخ
Short Story((مكتملة)) بدأت ٢٠٢٤/١١/١٩ انتهت ٢٠٢٤/١٢/٣١ في قلب صراع عائلي معقّد ومشحون بالأسرار والمشاعر المتناقضة، تقف العلاقة بين فارس ويوسف كأعمدة متشابكة، تحمل أعباء الماضي وآلام الحاضر. فارس، الرجل القوي والبارد الذي خذلته الحياة وأفقدته الثقة بكل من حوله...