أمل

673 40 44
                                    

لكن قبل أن يفهم أي منهما ما يجري، خرج عدد من الرجال من الزوايا المحيطة، وأمسكوا بهما بسرعة. حاول يوسف المقاومة، لكن قوة الرجال كانت أكبر منه. أمسكوا بنور أيضًا، رغم أنه لم يكن مستهدفًا في البداية.

نور (وهو يصرخ):
"يوسف، حاذر! ماذا يريدون؟!"

يوسف (بصوت مختنق):
"دعونا وشأننا! من أنتم؟!"

لكن الرد الوحيد كان صوت محركات السيارة التي جاؤوا بها، حيث ألقوا بهما في مؤخرة الشاحنة وأغلقوا الباب بقوة.

---

عاد ياسر بعد دقائق ليجد المكان خاليًا. شعر بأن قلبه يغرق في صدره، وبدأ في النظر حوله بشكل محموم.

ياسر وهو يصرخ بفزع
"! نور! أين أنت؟!"

ركض في كل الاتجاهات، لكن دون جدوى.
أخرج هاتفه بسرعة واتصل بالرجل الذي كان يتعامل معه، لكن الهاتف كان مغلقًا. تملكته حالة من الهلع الشديد.

أمسك هاتفه واتصل بوالده حسن.

ياسر بصوت مضطرب
"أبي... يوسف ونور... لقد تم اختطافهما. لا أعلم من هم ولا أين أخذوهما!"

---

وصلت الأخبار إلى فارس بسرعة عبر مكالمة من والده.
كان فارس في مكتبه عندما تلقى الاتصال، وما إن سمع الخبر حتى وقف بغضب، وقلب الكرسي الذي كان يجل
س عليه.

فارس بغضب عارم:
"من سمح له بالخروج من المنزل؟! لقد حذرتكم أن يوسف لا يجب أن يخرج بدوني!"

حطم فارس كوبًا كان على مكتبه، وخرج مسرعًا من مكتبه متوجهًا إلى السوق.
كان الغضب يشتعل في عينيه، وملامحه القوية باتت أشد قسوة.

تحركت سيارة فارس بسرعة جنونية وسط شوارع القرية المزدحمة، فيما تبعته سيارات الشرطة التي استنفرها بعد سماع الخبر.
كان الغضب يملأ ملامحه، وعيناه تقدحان شررًا. وصل إلى مكان الاختطاف، حيث كان ياسر يقف مرتبكًا بجوار رجال الشرطة.

فارس بصوت حاد:
"أين كان يوسف ونور بالضبط؟ أين المكان الذي اختفوا فيه؟"

ياسر مرتبكًا
"كانوا هنا... قلت لهم أن ينتظروا، وعندما عدت... لم أجدهم."

عاد فارس إلى رجال الشرطة، وأعطى أوامره بتشديد الرقابة على قصر رئيس.

فارس (بحزم):
"أريد رجالكم عند كل مدخل ومخرج للقصر. لا تسمحوا لأي شيء بالتحرك دون إذني. سننتظر، وإذا تأكدت شكوكنا، سنتدخل."

الضابط:
"تمام، سننشر الفرق فورًا."
.
.
.
.
.
.
داخل غرفة مظلمة في مكان مهجور، كان يوسف ونور يجلسان على الأرض مكبلي الأيدي، معصوبي الأعين والأفواه.
كان الجو مشحونًا بالخوف والقلق، وأصوات الرجال من حولهم تزيد التوتر.

بين العدو والأخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن