في السوق، كان يوسف يشعر بسعادة غامرة، وكأن جزءًا من قلبه قد عاد إليه أخيرًا بعد فترة طويلة من القلق والضغوط.
الحرية التي افتقدها منذ أسابيع، وبينما كان يتجول بين الأكشاك، لمح أحد الباعة يبيع التوت الذي كان يعشقه.
ارتسمت ابتسامة على وجهه، واندفع نحو البائع بحماسة.
قال يوسف لنور بحزن دفين وقد تجمعت دموعه "امي كانت تحضره لي دوما"لاحظ نور حماسه وحزنه قال:
"لنشتريه إذًا."لكن يوسف، الذي كان يرفض أن يتلقى أي شيء من أحد، أوقفه وقال بحزم:
"لا، لا أملك المال."ابتسم نور ابتسامة خفيفة، ثم قال له مازحًا: "أنت أبله حقًا كما قال اخي فارس."
وتابع في لهجة مشاكسة:
"ألم تذكر أن أخي فارس هو من أعطانا المال من أجلك؟"يوسف نظر إلى نور للحظة، ثم تنهد بتردد.
أما نور فابتسم بخبث لطيف وأضاف:
"أعتقد أن أخي فارس بدأ يرضى عنك أكثر مما تتخيل."ابتسم يوسف بخفة، وشعر بشيء غريب في قلبه. هل حقًا بدأ فارس يتقبله؟ تساؤل حائر لم يجد له إجابة.
.
.
.
.
.
.في مكتب فارس، جلس على كرسيه وهو ينظر إلى الملفات أمامه دون أن يراها فعليًا.
عقله مشغول بتفاصيل الجلسة التي اقترب موعدها، والتوتر الذي يحيط بالأمر بدأ يتسلل إلى ملامحه.أفكاره كانت متداخلة بين يوسف وما يحاول تحقيقه، وبين الضمير الذي يطرق بابه بهدوء ولكنه لا يزال يحاول تجاهله.
دخل حسام إلى المكتب مؤديا التحية العسكرية، مبتسمًا وهو يقول:
"سيدي "رفع فارس رأسه ونظر إليه للحظات وأشار إليه بالجلوس ليقول حسام
" سيدي اقترب موعد الجلسة"أجابه فارس بنبرة هادئة تخفي وراءها الكثير: "الأمور تسير كما هو متوقع"
ليقل حسام بتعجب
"وهل انت واثق من أن يوسف سيوقع قريبًا؟"هز فارس رأسه بإيجابية مصطنعة وقال بثقة:
"أنا متأكد....الأمر مسألة وقت فقط... أيام قليلة وسنحصل على ما نريد."رفع فارس الهاتف واتصل بوالده بصوت هادئ لكنه يحمل في طياته نفاد صبر خفي. أجاب سعد سريعًا، فقال فارس مباشرة:
"هل عاد يوسف؟"رد سعد بنبرة هادئة كعادته:
"نعم، عادوا منذ ساعة تقريبًا. كانوا في غرفتهم، على ما يبدو."

أنت تقرأ
بين العدو والأخ
Short Story((مكتملة)) بدأت ٢٠٢٤/١١/١٩ انتهت ٢٠٢٤/١٢/٣١ في قلب صراع عائلي معقّد ومشحون بالأسرار والمشاعر المتناقضة، تقف العلاقة بين فارس ويوسف كأعمدة متشابكة، تحمل أعباء الماضي وآلام الحاضر. فارس، الرجل القوي والبارد الذي خذلته الحياة وأفقدته الثقة بكل من حوله...