إهتمام غير متوقع!

647 35 40
                                    

دقائق ودخل يوسف يمسك بالمرهم وتوجه بخطوات مترددة نحو فارس والذي كان مستلقياً على السرير، غارقاً في نوم عميق.. كان يعلم أنه قد يغضب، لكنه لم يستطع تجاهل هذا الشعور الذي دفعه إلى التحرك.

فهو يشعر بنوع من الاحساس بالذنب بسبب ما حدث صباح اليوم بسببه.

يوسف، الذي لم يعتد الاقتراب من فارس بهذه الطريقة، جلس بهدوء على الأرض بالقرب منه، وعيناه تركزان على الجرح الذي تركته الصفعة.

أصابعه المرتجفة بالكاد استطاعت أن تحمل المرهم بثبات.

مد يده بحذر نحو خد فارس، محاولاً ألا يوقظه، لكنه بالكاد لمس الجرح حتى استيقظ فارس فجأة.

فتح فارس عينيه سريعاً، قبض على يد يوسف بقوة، وصوته ممتلئ بالدهشة والغضب:
"ماذا تفعل هنا؟!"

يوسف، الذي كان قد تجمد مكانه من الخوف، تراجع قليلاً وقال بصوت متردد ومهزوز:
"كنت... كنت أضع لك المرهم... الجرح في وجهك... بسبب ال...."

حدق فارس في يوسف لثوانٍ بدت طويلة بعينين  مليئتين بالتعب والحدة في آن واحد، ثم ترك يده ببطء وتنهد بعمق معتدلا على السرير.

يقول بصوت هادئ لكن جاف:
"إذا كنت ستفعل شيئاً، افعله بسرعة."

صدم يوسف من فارس أنه سمح له أن يداوي جرحه ، تردد يوسف للحظة، ثم أشار باصبعة الذي عليه المرهم بحركة خفيفة وكأنه يسأل:
"حقا !هل أنت متأكد؟"

نظر فارس إلى يوسف بنظرة ثابتة ورفع حاجبه قليلاً، وكأنه يقول:
"ألا تفهم؟ نعم، أكمل."

ابتلع يوسف ريقه، واقترب ببطء، جالساً على الأرض بجانب السرير.

وضع المرهم على طرف إصبعه المرتجف ورفع يده بحذر نحو الجرح.

كان كل ما يسمعه هو صوت تنفس فارس، مما جعله أكثر توتراً.

عندما لاحظ فارس تردده المستمر، قال بصوت منخفض لكن صارم:
"إن كنت تريد فعل شيء، افعله الآن، قبل أن أغير رأيي."

يوسف، وكأنه تلقى تحذيراً أخيراً، بدأ بوضع المرهم بحذر شديد، وما إن لمس المرهم الجرح حتى تنفس فارس بحدة قصيرة، كأنه يقاوم شعوراً بالألم أو الانزعاج، مما جعل يوسف يبتعد للحظة، لكن فارس أشار إليه بيده أن يكمل دون كلام.

يوسف، بتوتر واضح، عاد ليكمل معالجة الجرح، وهو يهمس دون أن يرفع عينيه:
"أنا آسف... أعني، لم أقصد أن يحدث كل هذا. لم أقصد أن تتأذى بسببي."

بين العدو والأخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن