في حديقة المنزل، كان حسن يقف على جانب الحديقة المظلل، هاتفه في يده، عينيه تركزان على الأفق البعيد.
ضغط على زر الاتصال وتلقى رنينًا طويلًا قبل أن ترد منى بصوتها الهادئ، كان يعلم كم كانت متوترة الأيام الماضية، خاصة بعد أن ابتعد يوسف عن الجميع.
قال حسن بابتسامة مشفقة، يحاول تهدئة الأمور: "أختي، أنا آسف على عدم ردي على اتصالاتك في الأيام الماضية. الظروف لم تكن سهلة، لكنني أريدك أن تطمئني، يوسف بخير."
بينما كانت منى تستمع إلى كلامه، كان القلق يملأ قلبها. لم تستطع أن تخفي التوتر في صوتها عندما سألت:
"أين هو؟ أريد أن أعرف مكانه. هل هو بأمان؟"حسن تنهد قليلاً، وهو يفكر في كلماته بعناية،
كان يعلم أن منى تشعر بالخوف، وأن هذا التوتر سيظل يرافقها حتى تشعر بأنها قادرة على التواصل مع ابنها. لكنه لم يكن مستعدًا لطمأنتها بكل التفاصيل بعد."لا يمكنني أن أخبرك بمكانه في الوقت الحالي، منى، لكن ثقلي أن يوسف بخير. هو في مكان آمن، ولا داعي للقلق أكثر."
دخل رئيس إلى غرفة منى، حيث وجدها جالسة على الأريكة، وجهها يشع بابتسامة هادئة على الرغم من الاحداث التي كانت لا تزال تحيط بها.
تلك الابتسامة، أثارت فضوله، تقدم نحوها بهدوء، ثم سألها بصوت منخفض ولكن فضولي:
"ما الذي جعلك تبتسمين الآن؟ منذ اختفاء يوسف، لم أركِ مبتسمة بهذه الطريقة."ابتسمت منى بحذر، محاولة إخفاء أي توتر يظهر في عيونها. نظرت إلى رئيس وقالت بهدوء:
"لا شيء مهم، فقط ضحكت حين تذكرت شيئًا قديمًا بيني وبين يوسف. موقف بسيط، لا داعي للقلق."لكن رئيس لم يكن يصدقها تمامًا، هناك شيء في نبرة صوتها، في الطريقة التي تجنب بها تفاصيل أكثر، جعله يشك في ما تقوله.
هو يعرفها جيدًا، وكان يعلم أن هناك ما تخفيه، ولكن لم يكن يصرح بشيء على الفور.
خرج رئيس من الغرفة بنظرة غير مطمئنة، وهو يفكر في طريقة لتأكيد شكوكه.
قبل أن يغلق الباب خلفه، أمر الخدم الذين كانوا في الممر بعبارات حاسمة
"راقبوها جيدًا، ولا تتركوا أي شيء يفوتكم. إذا تحدثت عن يوسف أو إذا شعرتم بأي شيء غريب، عليكم أن توافيوني بكل التفاصيل.
أريد أن أعرف كل كلمة تقال وكل حركة تقوم بها."ثم، وهو يوجه نظرته الحادة إلى الخدم، أضاف:
"كونوا حذرين. أريد التقارير بشكل دوري. لا تستهينوا بهذه المهمة."

أنت تقرأ
بين العدو والأخ
Short Story((مكتملة)) بدأت ٢٠٢٤/١١/١٩ انتهت ٢٠٢٤/١٢/٣١ في قلب صراع عائلي معقّد ومشحون بالأسرار والمشاعر المتناقضة، تقف العلاقة بين فارس ويوسف كأعمدة متشابكة، تحمل أعباء الماضي وآلام الحاضر. فارس، الرجل القوي والبارد الذي خذلته الحياة وأفقدته الثقة بكل من حوله...