لا تحتك بأحد!

621 41 48
                                    


يوسف شعر بضغط الكلام على صدره، كان الخوف يغمره، ولكن مع ذلك حاول أن يثبت نفسه قدر الإمكان.
بدا صوته ضعيفًا وهو يكرر نفس الكلمات التي خرجت منه سابقًا، وهو يعلم أن أي تراجع أو اعتذار قد يعني المزيد من العقاب: "سنرى.... من س....سيستسلم..... أولًا."

غضب فارس بشدة حينما شعر بتحدي يوسف، فقام بالإمساك بذراعه بعنف، مهددًا إياه:
"أنت تتحداني الآن؟ "

ليخرج فارس الأصفاد من يده بغضب ناويا على تقيد يوسف.

لكن يوسف، المملوء بالخوف، سحب يده بسرعة شديدة، وركض باتجاه سعد، الذي كان يراقب المشهد بهدوء تام.

كان قلب يوسف ينبض بسرعة وهو يتجه نحو سعد، محاولًا أن يختبئ خلفه من الغضب المتصاعد في فارس.

كان يعلم أن سعد هو الشخص الوحيد الذي قد يكون قادرًا على إيقاف ما يحدث، لذلك لم يتردد في التوجه إليه.

غضب فارس بشدة من تصرف يوسف، وتوجه نحوه بسرعة، لكن قبل أن يقترب منه، أمسك يوسف بذراع سعد بحركة سريعة، قائلاً بصوت مرتجف
"من فضلك، لا تجعله يفعل بي هذا.... يدي... إنها تؤلمني حقًا... أنا لست مذنبًا. أرجوك، صدقني، أنا لم أفعل شيء."

كان صوته يحمل الكثير من الرجاء والخوف،
كان يواجه نوعًا من العجز التام، وهو يعلم أن فارس لن يتوقف بسهولة.

نظر إلى سعد بتوسل، في محاولة أخيرة للبحث عن الأمان، لعله يستطيع أن يوقف هذا الظلم.

صرخ فارس في وجه يوسف بغضب
"توقف! لا تعتقد أنك ستنجو من هذا!"

مدّ يده ليمسك بيوسف، لكن سعد تدخل بسرعة، مُمسكًا بذراع فارس، مانعًا إياه من الاقتراب.

قال سعد بصوت حازم
"كفى يا فارس."

لكن فارس قال بكل حدة
" لا تتدخل فيما لا يعنيك يا سعد".

نظر سعد إلى فارس بحدة، ثم وجه حديثه إليه بصوت هادئ ولكن حاسم
"أنت من أدخلتني في هذا كله منذ البداية.
الفتى لم يخطئ."

شعر سعد بشفقة تجاه يوسف رغم أنه لم يعرف تمامًا السبب وراء ذلك.
كان الفتى أمامه يبدو ضائعًا و ضعيفا.
لينسحب فارس بغضب من المكان.

شعر يوسف بالراحة بعدما غادر فارس الغرفة، وابتسم بامتنان تجاه سعد قائلاً
"شكراً لك، سيدي"

أومأ سعد بهدوء، وقال له بابتسامة مشجعة
"لا داعي للشكر، ثم نادني بعمي،هيا دعنا نرى ما جلبه فارس من طعام."

بين العدو والأخ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن