أمام المنزل، نزل يوسف من السيارة يتبع فارس بهدوء، بينما توجه فارس مباشرة إلى غرفته.
جلس يوسف على الأرض في مكانه المعتاد، ومدّ يده ببرود معتاد ليقيده فارس كما يفعل كل مرة.
نظر فارس إليه بعيون باردة، وأمره بالجلوس، قبل أن يخرج لإحضار بعض الماء.
وبعد لحظات، عاد فارس وأغلق الباب خلفه، لكنه تفاجأ بمنظر يوسف نائمًا بعمق على السرير، وكأن التعب قد أثقل عينيه وأجبره على الاستسلام.
استشاط فارس غضبًا، وتوجه نحوه بسرعة، ثم ركله بقوة قبيلة كافية لإيقاظه.
فتح يوسف عينيه متألمًا، ونظر إلى فارس بغضب ممزوج بالألم، متسائلًا بحدة،
"هل هناك من يوقظ أحدًا بهذه الطريقة؟"لكن فارس لم يرد عليه، بل اكتفى بالنظر إليه ببرود، ثم ألقى وسادة وغطاء على الأرض ببرود وأشار إليه قائلاً
"اذهب ونام هناك."نظر يوسف إلى الأرض ثم إلى فارس بعيون غاضبة ومستسلمة في الوقت ذاته، انتقل ببطء إلى مكانه الجديد على الأرض، حيث تمدد وغطّى نفسه بالغطاء الذي ألقاه إليه فارس.
وتمتم بامتعاض
"قاتلٌ ومتعجرف."رغم أن فارس سمع كلماته بوضوح، إلا أنه تجاهلها تمامًا، ولم يبدِ أي رد فعل.
انقضت الليلة بهدوء، حيث استسلم يوسف للنوم على الأرض، محاولةً منه للتأقلم مع حالته الجديدة.عند الصباح، استيقظ يوسف على نفس الركلة في قدمه من فارس، فقبض على قدمه متألماً ونظر إلى فارس بامتعاض.
لكن فارس لم يكترث لألمه، بل قال له بلهجة باردة.
"انهض وتناول فطورك، قبل أن أقيدك مجددًا قبل ذهابي."شعر يوسف بالإهانة من أسلوب فارس الجاف، لكنه لم يرَ أمامه خيارًا سوى النهوض بهدوء.
نظر يوسف إلى يديه وقدميه اللتان اكتسبتا لونًا أحمر وبعض الخدوش، مما جعله يشعر بالألم والخوف من عواقب تصرفات فارس.
شعر أن هذه الأيام لن تنتهي أبدًا، ولكنه دخل إلى دورة المياه الملحقة بالغرفة الكبيرة.
قبل أن يدخل، أمسك فارس بكلتا يديه وألقى الأصفاد عليهما بحركة سريعة، ليجعل يوسف يشعر بقيد جديد، لكنه رد عليه بسخرية قائلاً
"لا داعي لذلك، فلن أهرب...سلمت، لقد جعلت الجميع يتبرأ مني بالفعل."لكن فارس لم يُظهر أي رد فعل على ما قاله يوسف، بل أكمل عمله دون اكتراث، مما جعل يوسف يتساءل عن سبب هذا البرود. قال يوسف بتحدٍ:
"كيف سأدخل إلى دورة المياه وأنا مقيد؟"

أنت تقرأ
بين العدو والأخ
Short Story((مكتملة)) بدأت ٢٠٢٤/١١/١٩ انتهت ٢٠٢٤/١٢/٣١ في قلب صراع عائلي معقّد ومشحون بالأسرار والمشاعر المتناقضة، تقف العلاقة بين فارس ويوسف كأعمدة متشابكة، تحمل أعباء الماضي وآلام الحاضر. فارس، الرجل القوي والبارد الذي خذلته الحياة وأفقدته الثقة بكل من حوله...