حدق يوسف في عيني فارس بنظرات مليئة بالخوف، لكنه جمع ما تبقى لديه من شجاعة، قائلاً بصوت متردد لكنه قوي:
"نعم، نحن إخوة، من نفس الأم، منى. وهذا...( أشار بيده المرتعشة إلى حسن)
لقد أخبرني بذلك بنفسه، هو من كشف لي الحقيقة، لولا قرابة الدم لكان عزائك يقام الآن."ساد الصمت في الغرفة، حيث عجز الجميع عن الكلام من وقع الصدمة، ووقف العقيد إيهاب يتبادل النظرات بين يوسف وفارس بحيرة ودهشة.
وقف فارس مشدوهًا، غير مستوعب لما سمعه من يوسف، وعيناه تتنقلان بينه وبين عمه حسن بحيرة وصدمة لا تصدق.
توجه بخطوات ثقيلة نحو حسن، وكأنما يريد إجابةً تنفي كل ما سمعه. أمسك بذراع عمه بقلق، وقال بصوتٍ مختنق:
"حسن،ما الذي يقوله هذا!!! هل هذا صحيح؟"وضع حسن يده على كتف فارس محاولًا تهدئته، وقال بصوتٍ منخفضٍ
"اهدأ، يابني. نعم، هناك الكثير الذي يجب أن تعرفه. سأشرح لك كل شيء، ولكن ليس هنا... تعال معي."أومأ فارس برأسه ببطء، وكأنما لا يزال يحاول استيعاب الصدمة.
خرج الجميع من الغرفة، تاركين يوسف وحده، بينما تم وضع حارسٍ عند الباب ليضمن بقاءه في الداخل.
.
.
.
.
.
.في الغرفة المجاورة، جلس فارس أمام حسن، ينظر إليه بتوتر وغضب، ينتظر تفسيرًا لكل ما حدث.
بدأ حسن بالكلام بصوتٍ هادئ، محاولًا أن يكون صريحًا ومباشرًا
"بني، أمك عندما خرجت من القرية... تزوجت من رجلٍ لم تخبرني باسمه، ولم تشأ أن تكشف هويته لأي أحد.
بعد فترة، أنجبت يوسف... وكانت تواصلني من وقتٍ لآخر، تسأل عنك، وتخبرني قليلاً عن يوسف، لكنها لم تُرِد أبدًا أن تخبرني عن زوجها أو مكان إقامتها.
كان الأمر دائمًا غامضًا بالنسبة لي."لمع في عيني فارس بريقٌ من السخرية المريرة، وانطلق ضاحكًا بحدة وسخرية، وكأن كل شيء بدا له كحكاية ساخرة. قال بسخرية تتخللها مرارة
"ابن الرجل الذي أطارده... طلع أخي من أمي الهاربة؟!"استمر ضحك فارس في التصاعد، ممسكًا بعلبةٍ على مكتب الطبيب، وألقاها بقوة، مما جعلها ترتطم بالحائط وتسقط إلى الأرض.
اقترب منه القائد إيهاب ، محاولًا تهدئته
"فارس، عليك أن تهدأ. إذا لم تستطع التحكم في أعصابك، يمكننا تسليم القضية لضابطٍ آخر."توقف فارس عن الضحك، يتنفس بصعوبة، وعيناه تغليان من الألم والصدمة.
نظر إلى إيهاب بعيونٍ ممتلئة بالغضب المكبوت، مسح على وجهه بيديه محاولًا تهدئة نفسه، قبل أن يلتفت إلى إيهاب ويقول بصوتٍ أكثر هدوءًا، لكن ملامحه لا تزال تحمل آثار الصدمة

أنت تقرأ
بين العدو والأخ
Short Story((مكتملة)) بدأت ٢٠٢٤/١١/١٩ انتهت ٢٠٢٤/١٢/٣١ في قلب صراع عائلي معقّد ومشحون بالأسرار والمشاعر المتناقضة، تقف العلاقة بين فارس ويوسف كأعمدة متشابكة، تحمل أعباء الماضي وآلام الحاضر. فارس، الرجل القوي والبارد الذي خذلته الحياة وأفقدته الثقة بكل من حوله...