قام الضابط حسام بإخراج فارس إلى مكتبه بعد أن نجح في تهدئته من انفعاله السابق، تاركاً يوسف وحده في الغرفة.
يجلس فارس في المكتب، لكنه لا يزال متوتراً وقلقاً، يراقب يوسف من خلف الزجاج. يلاحظ أن يوسف قام بمسح دموعه و تجول في الغرفة ببطء، ويقترب من زجاجة المياه ليجدها فارغة، فيتنهد ناظرا إلى السقف بتأفف، إذ يبدو عليه العطش الشديد.
بعد لحظة من الصمت، يتوجه فارس إلى حسام بنبرة جادة:
"علينا تشديد الحراسة على يوسف، فهو الشاهد الوحيد، وإن كان ظني في رئيس صحيحًا، فسيرسل من يهربه، أو يقتله. فمن يتبرأ من ابنه بهذا الشكل يفعلها بدم بارد".تتجلى نبرة القلق والجدية في صوت فارس، فهو يعرف طبيعة رئيس ويدرك قسوته وبروده تجاه أي شخص قد يهدد مصالحه، حتى لو كان ذلك الشخص ابنه.
يشعر بأن يوسف في خطر حقيقي وأن رئيس لن يتردد في التخلص منه إذا ما رأى في ذلك ضرورة.
يظل فارس يراقب يوسف بعينين متسائلاين هل حقا يوسف لا يعلم شئ ،نظر إلى زجاجة المياه الموجودة بجواره، ثم رفعها ليرتشف منها قليلاً، ثم اعطاها لحسام قائلاً
"أعطه الماء ليشرب"يتناول حسام زجاجة المياه من فارس ببطء، متفهمًا نظراته وتعابيره.
يدخل حسام إلى الغرفة بهدوء حيث يجلس يوسف على الأرض، ضامًا قدميه إلى صدره في زاوية الغرفة.
تبدو عينا يوسف شاحبتين، متوهجتين بقلق وخوف واضح. عند رؤيته لحسام، يرفع رأسه ببطء، مترقبًا ما سيحدث.
حسام وهو يمد له زجاجة المياه بصوت هادئ ومطمئن
"لا تخف ، تفضل، اشرب "تناول يوسف الزجاجة بيدين مرتعشتين، وشرب بنهم، كأنه يحاول إطفاء عطشه وحالة القلق المتراكم داخله.
ينظر إلى حسام بنظرات متسائلة، وكأنه يحاول فهم ما يحدث حوله.
.
.
.
.
.
.في منزل العائلة الهادئ، تقف جليلة في المطبخ، تراقب رحمة وهي تقطع الخضروات وتعد الطعام بإتقان.
بين الحين والآخر، تعطي جليلة أوامرها لرحمة بحدة، وكأنها تريد التأكد من أن كل شيء يجري بدقة تامة.
ورغم المساحة الواسعة للمنزل، فإن أثاثه البسيط يعكس حياةً متواضعة، حياةً تتناسب مع طبيعة القرية التي يعيشون فيها.
يدخل نور بعد عودته من الجامعة فهو طالب في كلية الحقوق، تعبًا يظهر على ملامحه، لكنه يتجه نحو المطبخ فورًا ليعرض المساعدة على رحمة.
"اختي دعيني اساعدك ".

أنت تقرأ
بين العدو والأخ
Short Story((مكتملة)) بدأت ٢٠٢٤/١١/١٩ انتهت ٢٠٢٤/١٢/٣١ في قلب صراع عائلي معقّد ومشحون بالأسرار والمشاعر المتناقضة، تقف العلاقة بين فارس ويوسف كأعمدة متشابكة، تحمل أعباء الماضي وآلام الحاضر. فارس، الرجل القوي والبارد الذي خذلته الحياة وأفقدته الثقة بكل من حوله...