في صباحٍ هادئ، حيث تشرق أشعة الشمس من خلال النافذة الصغيرة لشقة فارس المتواضعة
في وسط المدينة.الغرفة الصغيرة، محاطة بجدران عارية، وقطع أثاث بسيطة ، يستيقظ فارس، في اواخر العشرين من عمره، بجسدٍ مرهق وعينين تعكسان مشاعر متضاربة من الكآبة والوحدة.
يجلس فارس على حافة سريره، ويتأمل قليلاً أمامه، ثم يتوجه إلى دورة المياه.
بعد دقائق، يظهر وهو يجفف شعره الاسود الطويل قليلاً، يعيد منشفته مكانها مرتديا زي الشرطة وواضعا سلاحه في خصره.في غرفة المعيشة، حيث الطاولة الصغيرة والتي تضم كرسيًا واحدًا فقط. يجلس بهدوء، يتناول شطيرته البسيطة، تحيط به رائحة القهوة، لكنه لا يجد فيها أي لذة.
بعد أن انهي فطوره، توجه إلى طاولة العمل حيث يوجد ملف عمل يأخذ الملف ويتجه نحو الباب، مغادرا الشقة.
يجلس فارس في سيارته المتواضعة، يدير المحرك بينما تتسلل أشعة الشمس إلى داخل السيارة.
يبدأ يومه بهدوء، وأفكاره لا تزال عالقة في تلك الأحداث المظلمة التي أثرت على حياته.
فجأة، يصدر هاتفه رنينًا خفيفًا برسالة نصية، تلتقط عيناه الشاشة ليرى اسم سلمى، الفتاة التي أضفت على حياته بعض الضوء رغم قساوتها.
> "صباح الخير، سيد فارس! أتمنى لك يومًا سعيدًا، أعلم أنك لا تحب التحدث في الصباح كعادتك و لذلك لم اتصل، لكن تذكر، بعد الزواج لن أدعك تحافظ على هذه العادة أبدًا!"
تظهر على وجه فارس ابتسامة صغيرة، تكاد لا تُلاحظ، لكنها صادقة. يقرأ الرسالة مرة أخرى، وكأن الكلمات تلمس شيئًا دافئًا بداخله كان قد نسيه.
حوار داخلي لفارس:
"تلك المرأة... دائمًا تعرف كيف تجعلني أبتسم، حتى وأنا في أسوأ حالاتي."يمسك بهاتفه ويرد برسالة مقتضبة
"صباح الخير... ".يضع الهاتف جانبًا، ويأخذ نفسًا عميقًا، ثم ينطلق بسيارته إلى العمل.
سلمي بزيها الطبي وسماعتها تنظر إلى الرساله رافعة إحدى شفاهها للأعلى متعجبه من رده لتقول
"عديم المشاعر"
تضع هاتفها في معطفها الابيض وتذهب مكملة عملها.
.
.
.
.
.
.
.في صباح مشرق في قرية بعيدة قرب الحدود، يقف رياض، المعروف بـ"رئيس"، وسط ساحة القصر الضخم الذي يسيطر على المشهد بأبنيته المهيبة وأسواره العالية.
يحفّ بالساحة عدد من الخدم، وكل من يراه ينحني له باحترام يتخلله خوف واضح، وكأن هذا الانحناء هو جزء لا يتجزأ من طقوس القصر.

أنت تقرأ
بين العدو والأخ
Short Story((مكتملة)) بدأت ٢٠٢٤/١١/١٩ انتهت ٢٠٢٤/١٢/٣١ في قلب صراع عائلي معقّد ومشحون بالأسرار والمشاعر المتناقضة، تقف العلاقة بين فارس ويوسف كأعمدة متشابكة، تحمل أعباء الماضي وآلام الحاضر. فارس، الرجل القوي والبارد الذي خذلته الحياة وأفقدته الثقة بكل من حوله...